عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2009, 11:32 PM   #1
افتراضي الفجوة بين كبار السن والشباب


الفجوة واضحة جدا بين كبار السن والشباب أو بالأحرى جيل الآباء وجيل الأبناء .. الشباب يعتبرون إن كبار السن دقة قديمة قد عفا عليها الزمن وصعب جدا إقناعهم بغير ما لديهم من تفكير وثقافة وما وصل إليه البشر من تطور وحضارة وكبار السن يعتبرون هذا الجيل .. جيل هايف لا هدف له أضاعوا أعرافهم وتقاليدهم وأصبحوا تائهين يلهثون وراء كل جديد مقلدين لكل ما يرونه .. وابتعدوا عن ما كان علية الآباء والأجداد وذلك بسبب التغيرات المتسارعة التي تحدث خاصة إننا نعيش حالياً في عصر التطورات المذهلة خاصة المعلوماتية والتكنولوجية. واليكم هذه القصة التي ليست من نسج الخيال بل هي قصة واقعية لأحد كبار السن لأرى آراءكم وتعليقاتكم حول الموضوع...

في إحدى الليالي كنت جالسا وأمامي الشاشة البلورية اسمع وارى في نشرة الإخبار وكان فيها آنذاك القوات الاسرائلية تتوغل داخل قطاع غزة بمساندة أمريكا ...بلغ الشهداء الإلف شهيد وقرابة خمسة ألاف جريح والمظاهرات تجوب مدن العالم تندد بقتل الأطفال والشيوخ والنساء و......و.......و..... الخ
وانأ في هذه الأجواء سمعت صوت يصدح بغناء البادية في الشارع وعندما دفعني فضولي أو حب استطلاعي بالعربي الفصيح للخروج للمشاهدة وإذا به احد كبار السن الذي بلغ من العمر ألان الثمانين عاما الله يطيل بعمره وهو ما شاء الله تبارك الله في أتم قواه العقلية والبدنية ويذهب كل يوم لحلاله ونوقه و( مناحله ) في الجبال يغني ضارب الهم بالفرح وهو لا يعرف من الدنيا سواء عبادته لله سبحانه وتعالى ومجالس كبار السن التي يسترجعون فيها ذكرياتهم يحتسون القهوة إما أمور الدنيا الأخرى لا يعرف منها إلا حلاله ونوقه والقيم التي نشئوا عليها منذ الصغر لا يعرف أين تقع أمريكا ولا يعرف عن الحرب الباردة سابقا والساخنة حاليا إلا نتيجتها المتمثلة حتى ألان في احتلال العراق الذي يعرفه بحكم انه جار لدولته وأفغانستان التي لا يعرف تقع شرقا أم غربا عمكم إيه الأخوة يعيش حياته بكل بساطه وتلقائية لم تؤثر فيه العولمة والفضائيات وقنوات الأستار أكاديمي ولا عال هواء سواء لا يعرف تجارة الأسهم والقروض الميسرة من البنوك وهي قروض (معسّرة ) تؤدي إلى رفع الراية البيضاء وكذلك لا يعرف الطرق التي تودي لمعارض السيارات تلك المعارض التي تكون بالمرصاد لكل من تدفعه ظروفه الطارئة لشراء سيارة ( بالأجل ) وبيعها (بالعاجل ) وهو يساوي بالضبط نصف ثمن الشراء والشاري والبائع هو صاحب المعرض الذي يبيع لك السيارة وتشاهدها بعينك وتتحسسها بيدك هذا كله الغرض منه البعد عن الربا الذي حرمه الله ليدخل الأمر في نطاق التجارة التي أحلها الله .
تضل السيارة رابضة في مكانها وتأخذ ثمنها نقدا وهي تكون متأهبة حتى وصول ( شقي الحال ) الذي تقوده قدماه ليحفر حتفه بظلفه ويدخل نادي المفلسين ولو بعد حين.وعمنا هذا يعطيه الله العافية وطولت العمر لادائن ولا مدين بل لا يحمل فلوس إطلاقا في جيبه وذلك لأنه أوكل شئونه المالية لام أولاده والتي كانت بدورها والنعم عند حسن ظنه لم تبدد الفلوس بالذهاب لمعارض الملابس أو الأواني المنزلية أو الذهاب إلى المطاعم لشراء اللحم المندي أو الدجاج المشوي أو البر ست أو ما يشوى على الفحم بل الطعام يطهى في المنزل .


إن هذه القصة ليست من نسج الخيال بل هي واقع وهذا ما كان يعيش عليه الإباء والأجداد همهم كله إن يجدوا قوت يومهم وبدون إن يثقلوا كاهلهم بالديون وان يشغلوا أنفسهم بأمور لأناقة لهم فيها ولا جمل سيرا وراء التقليد الأعمى والموضة وتتبع الأخبار التي تشغل الذهن وتبدد التفكير ومشكلة كبار السن ألان هي الوحدة وما يرونه من اختلاف في هذا الجيل عن ما كان عليه جيل الآباء والأجداد ونظرتهم الحياتية تختلف تماما عن نظرة شباب هذا الزمن للحياة .أشياء كثيرة تغيرت على كبار السن رغم تمسكهم بالقيم الجميلة مثل الشجاعة والكرم والمرؤة والطيبة ولكن القفزة الحضارية والعولمة والتقدم التكنولوجي جعلتهم يحسون بالوحدة .







التوقيع

يـا عــيــن حـــــذرا لايــجـــي خـــــدي الـــذرف
عــلـى االـمـقـفــي مـا لـحـقـنــي حـسوفــــــــات
ومــن لا حـسـب لــي بانفـلـه نـفـلـة الــــزرف
لا صــــار فــاضــي مــــا يــخــوض الـمـهـمـات

عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس