عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-2008, 12:14 AM   #1
افتراضي وبالشكر تدوم النعم

وبالشكر تدوم النعم

بقلم : عبد المطلوب مبارك البدراني


جلست ذات يوم لوحدي في الهواء الطلق أطلق عنان ناظري إلى السماء تارة والى الأرض تارة أخرى أتفكر في هذا الكون الفسيح وقدرة الخالق سبحانه وتعالى التي وراءه . السماء بلونها الازق الجميل تزينها النجوم الساطعة التي كأنها عقود اللؤلؤ فسبحان الخالق والأرض بما فيها من سهول وأودية وجبال شاهقات ومناظر خلابة ومنظر السحاب بين السماء والأرض الذي توجهه الرياح بقدرة القادر سبحانه وتعالى وكذلك تفكرت في خلق الإنسان نفسه فقد خلقه الله في أحسن خلق وجعله سميعا بصيرا قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم .
فالنعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على الإنسان في خلقه لأتعد ولا تحصى فنعمت البصر فقط لا يساويها شيء في الدنيا وذكر النعم طريق للشكر: فعندما يجلس المرء مع نفسه أو مع أهله أو مع إخوانه ويتذكر نعم ربه عليه فإن هذا من شأنه أن يستثير مشاعر الحب والامتنان تجاه المولى عز وجل، فالقلوب قد جبلت على حب من يحسن إليها ومن فوائد ذكر النعم أنها تعرفنا بحق ربنا علينا، فالله عز وجل أعطانا نعما لا تُعد ولا تُحصى و ذكر النعم يدفعنا للاستغفار بعد القيام بالطاعة لا للإعجاب بها ومن فوائد ذكر النعم أنها علاج للكبر والطغيان فعندما تتوالى النعم على العبد فإن نفسه تعمل على دفعه للتكبر على الآخرين والشعور بالأفضلية عليهم بها.. من هنا كان ذكر النعم والتذكير بفضل الله علاجا فعالا لمثل هذه الحالة كما فعل موسى عليه السلام مع بني إسرائيل عندما بدأت أمارات الطغيان تظهر عليهم، "وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" {إبراهيم: 6، 7}.و ذكر النعم يورث الشكر، وبالشكر كما نعلم تدوم وتزيد النعم ، "لئن شكرتم لأزيدنكم" رغم هذه النعم ما أكثر ذنوبنا وما أكثر عقوقنا وعيوبنا وقطيعة رحمنا وما أكثر المنازعات بين الأقارب والأنساب بل بين الإخوة أبناء الرجل الواحد وأبناء العمومة وأبناء القبيلة والجيران .
أتدرون ما سبب هذه القطيعة ؟
انه يا إخوتي البعد عن عقيدتنا وعن كتاب الله القران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والبعد عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وعن نهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعن نهج التابعين وذلك بسبب تمسكنا بهذه الدنيا الفانية حتى دخل الشيطان بين الإخوة والأقارب والقبيلة الواحدة ولو سألنا عن الأسباب في هذه الخلافات نلاحظ أنها تافهة جدا وفي أمور لا تستحق هذا الخلاف والاختلاف وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها يجب أن نسعى جاهدين إلى الإصلاح بين الإخوة ما استطعنا لأنه يحدث بين الناس منازعات وخصومات، وذلك نتيجة لاختلاف الأهواء والرغبات والاتجاهات، ومن ثم فإن المنازعات والخصومات تسبب البغضاء والعداوات، وتفرق بين المسلمين والقرابات، ومطلوب منا أن نسعى إلى الإصلاح بكل الوسائل والإمكانات، قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون [سورة الحجرات:10]. أسأل الله أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، وأن يوفقنا لحسن العمل وصالح الأخلاق.







التوقيع

يـا عــيــن حـــــذرا لايــجـــي خـــــدي الـــذرف
عــلـى االـمـقـفــي مـا لـحـقـنــي حـسوفــــــــات
ومــن لا حـسـب لــي بانفـلـه نـفـلـة الــــزرف
لا صــــار فــاضــي مــــا يــخــوض الـمـهـمـات

عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس