عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2009, 08:08 PM   #1
معلومات العضو
افتراضي تركها زوجها مع أطفاله الثلاثة للمحسنين.ما الذي دفع (أم راشد) للإستدانة من عامل البقال

لم يعتد المجتمع السعودي على قضايا (هجر الأزواج لعوائلهم)، فمثل هذه الحالات نادرة الوجود أو تكاد تكون معدومة تماماً، نظراً للترابط الاجتماعي الذي لا يغفر لرجل أن يقوم وهو بكامل قواه، بهجر زوجته وأطفاله والتخلي عنهم بشكل مفاجئ وبيع أثاث منزلهم ثم السكن في مكان آخر في نفس المدينة. ولكن هذا ما حدث بحذافيره مع المواطنة أم راشد، وهي أم لثلاثة أطفال (لطيفة 13 سنة، منيرة 10 سنوات، راشد 7 سنوات)، والتي فُجعت بهجر زوجها لهم قبل نحو أربع سنوات، ثم فُجعت ثانية بتجاهل المؤسسات الاجتماعية لوضعها مع أطفالها الذين لم يعد لهم عائل سوى بالأوراق الرسمية، وهي الأوراق ذاتها التي جعلت أم راشد تعيش مأساة لا تنتهي.

روت هذه الأم التي تناضل يومياً من أجل قوت أطفالها تفاصيل حكايتها من البداية، فقالت إن حياتها الأسرية كانت على خير ما يرام , الا انه مأساتها بدات قبل أربع سنوات عندما توجهت الأسرة نحو أهل الزوجة في زيارة تقليدية واعتيادية، حيث كانوا يسكنون إحدى المحافظات القريبة من الرياض, تقول أم راشد: "كنا في قمة سعادتنا وقد تركنا عند أهلي على أن يعود إلينا في موعد اتفقنا عليه، ولكننا انتظرنا تلك الليلة، والتي تليها، ثم أسبوعاً، ثم شهراً.. ولم يعد".

سألت الزوجة عن زوجها لدى أهله فأجابوها بأنهم لا يعرفون عنه شيئاً، فأخذت أطفالها واتجهت مع شقيقها نحو منزلها في الرياض وهناك اكتشفت أن المنزل خالٍ من كل شيء، تقول عن ذلك: "أخذ الأثاث والمفروشات وكل ما يخصني ويخص أبنائي".

واجهت هذه المصيبة بالصبر، وبعد فترة تنامى إلى علمها أنه تزوج بامرأة وأنه أصبح الآن يسكن عند أهل الزوجة الجديدة في مدينة الرياض ذاتها تقول ام راشد عن ذلك : "مرت سنة بعد أخرى دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن أطفاله وأحوالهم.. لقد طردنا من البيت الذي نقيم فيه، بعد أن ذقنا ألوان الحرمان، وأصبحت أصارع الحياة يومياً حتى أحصل على اللقمة الشريفة لأطفالي الصغار، وتمكنت بمساعدة الخيّرين من إدخالهم المدارس، وهو الأمر الذي تم بصعوبة حيث كان دفتر العائلة مع والدهم، ولم أكن أملك حتى صورة منه، وعلى هذا الأساس لم تقبلهم المدارس، لكنني بتوفيق من الله حصلت على صورة من دفتر العائلة واستطعت أن أنجز بها بعض أموري وأمور أطفالي". وتضيف: "لقد انتهيت من مشكلة إدخالهم إلى المدارس ووقعت في مشكلة المصاريف التي تحتاجها المدرسة، ولقد اضطررت في كثير من الأحيان إلى الاستدانة من عامل البقالة الهندي أو الحلاق المجاور للملحق المستأجر الذي نسكنه". وأشارت إلى أن ثمن إيجار الملحق هو 8 آلاف سنوياً، وليس فيه سوى غرفة واحدة ودورة مياه واحدة وصالة ضيقة للطبخ والجلوس.

وعندما سألناها عن الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، قالت أم راشد بحزن : "لم أترك باباً لم أطرقه، لقد ذهبت للضمان وللجمعيات ولكنهم يقولون لي ما الذي يثبت أنك بلا عائل؟ وعندها رفعت دعوى في المحكمة ضد زوجي، لكنه يتهرب من الجلسات مرة بعد أخرى ولم يحضر ولا مرة، ورغم ذلك لم تقبل الجمعيات ولا الضمان مساعدتي، حتى بعد حصولي أيضاً على تزكية من إمام المسجد ومن المشرف العام على دار تحفيظ القرآن التي أعمل بها، ودائماً كانوا يطلبون مني الإثبات ولم يصدقوا قصتي.. ثم أخيراً طلبوا مني إحضار إثبات من القاضي عن حالتي، وعندما طلبت ذلك من القاضي قال إنه لا يستطيع منحي هذه الورقة مالم يحضر زوجي".

وحتى هذه اللحظة ما تزال أم راشد تكافح كل صباح من أجل توفير قيمة "الفسحة" لأطفالها الثلاثة الذين لا عائل لهم، رغم وجود أبيهم على قيد الحياة، ولا تزال حياتهم قائمة على أهل الإحسان والبر، الذين يساعدونهم بما استطاعوا بعد معرفة قصتهم.








(- إبراهيم البدراني -) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس