عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2007, 07:58 AM   #6
معلومات العضو
افتراضي

قرأت هذا المقال في جريدة اليوم في عدد يوم الأربعاء الموافق 22 ربيع الآخر 1428هـ
عن طريق النت فأعجبني وتذكرت نقاشنا في هذا المنتدى حول هذه النقطة فاحببت ان أطرحه للفائدة.

حيث يقول كاتبه (عمر ماطر الدعجاني – الرياض):

من المعروف ان التركيبة الاجتماعية في المملكة تتميز بالتوزيع القبلي والعائلي أي بمعنى ان المجاميع البشرية وخاصة الافراد يميلون لقيمة الانتماء التي بداخلهم، ومن هذا الانتماء (الانتماء العائلي) وهذا بالطبع يعتبر مناخا جيدا لحل مشكلة العنوسة في حال وجد التخطيط الصحيح المترافق مع التضافر الاجتماعي والذي يكون من ضمن اهدافه الحد من هذه الظاهرة، وابرز مثال لدي على ذلك معايشة جميلة سمعتها من احد الاصدقاء الذي ينتمي لعائلة متوسطة التعداد في احدى مناطق المملكة حيث قال لي: ان مجلس عائلتهم قام بالغاء (صداق الزواج) بل حث ذلك المجلس ايضا جميع افراد العائلة على التعاون المادي لاتمام أي مشروع للزواج يتم في وسط عائلتهم، تلك البادرة اعتبرها اسلوبا ذكيا وربما في نظري ابتكاري للحد من المشكلة، بل قال لي ذلك الصديق ضاحكا ان جميع فتيات عائلته مقترنات بشباب العائلة ولو لفظيا ,ولم يجد لنفسه فتاة من العائلة يتزوج بها، تعمدت ان اذكر المثال السابق لايصال اهمية التكافل الاجتماعي لحل أي مشكلة كانت، لذا يجب على عمداء وكبار رجالات العوائل وايضا من مشائخ القبائل واعيانها عمل خطة تساعد الشباب والفتيات على تذليل العقبات التي تكون شاخصة في طريق اتمام أي مشاريخ للزواج لما في ذلك من التيسير المبارك والحل ولو نسبيا لحجم المشكلة.


وهناك مقولة قديمة من شأنها القضاء على ظاهرة العنوسةوهي (اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك) ارى بين تلك الكلمات الحبسية بين الأقواس (حكمة بليغة ومميزة) اندثر تطبيقها مع مد الحياة العصرية، فلا ضير ان نسمع او نرى ابا يختار شابا لابنته ويعرض عليه الزواج عندما يجد فيه صفات الدين والرجولة والكفاءة فتلك خطوة جبارة عندما يتبنى الاب الحاذق تلك المبادرة الطيبة لانه بالطبع سيبحث عن الرجل الكفؤ ليأمن على ابنته عندما تكون في ذمته، ولنا في القرآن الكريم مثال رائع في قصة موسى والرجل العجوز والتي ذكر الله فيها (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثماني حجج فإن اتممت عشرا فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين، قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل(

كذلك التفكير السائد لدى الكثير وخصوصا اغلبية الشباب ان الفتاة التي تصل لسن الثلاثين او تتجاوز هذا العمر لا تكون صالحة للزواج وكأنها قاربت مشارف الفتر والنهاية!! بالرغم من ان تلك المرحلة العمرية هي مرحلة الشباب وبداية النضج في تركيبة الشخصية، بل تكون الفتاة ذات وعي وادراك عاطفي وذات انسجام في الحياة الزوجية، وربما تأخرت الفتاة في الزواج للحصول على درجة علمية تكون بمثابة ميزة اضافية تحسب لها في الرصيد العلمي والثقافي، ولا غرابة ايضا ان يقترن أي شاب بفتاة تكبره سنا في حال وجد التقارب الفكري او الثقافي او وجد الرضا من الجميع، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم القدوة الحسنة لعموم المسلمين تزوج الصحابية أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنه وهي تكبره بعشرين عاما وانجب منها بناته رضي الله عنهن.

اخيرا
لابد إذا ان نعايش مشكلتهن التي هي ايضا تعتبر مشكلتنا لنستطيع التفكير مع فتيات مجتمعنا في استنباط حلول وافكار لنفض عنهن شبح العنوسة، ذلك اللفظ المخيف الذي يطارد تفكيرهن ويجثم بين قلوبهن وعقولهن، ورجائي مرة اخرى ان نبحث عن حلول بدل ان نبحث عن الفاظ خشنة نستخرجها من لغتنا الجميلة كلفظ (عانس) بل اقول لفتيات المجتمع ان من يتبجح بذلك اللفظ هزوا ماهو الا شخصية متجردة من احاسيس البشر ومن عواطف الانسانية ومندرج تحت وصف السفه، ولا اجمل من ان اذكر كل فتاة وكل فتى واذكر نفسي بالدعاء الى الله عز وجل الذي بيده الخير ان يجعل لنا نصيبا وافرا من عطائه الكريم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا ننسى الالتجاء لبابه لانه عز وجل سيسعفنا برحمته وكرمه في حل مشاكلنا ونبذ همومنا عن أغشية قلوبنا، والجاهل من يشكو للناس وينسى الخالق، اخيرا أسال الله ان يرزقهن الازواج ذوي الدين والصلاح.








ابو مي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس