النصر السعودي أعطى درسا لكل نجوم كرة القدم
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
26-11-2013|محمد عواد
أشكر كل من النصر والهلال السعوديين لإعادتي لمشاهدة كرة القدم العربية على مستوى البطولات المحلية بعد انقطاع طويل، استمتعت بالمشاهدة ورأيت النصر يعود ذهبياً كلونه وينتصر، ورأيت سامي الجابر في مكان تمنيته به منذ زمن طويل لأنني كلما سمعته يتكلم كنت أعرف أنه رجل يفهم كرة قدم وليس فقط يعرف كيف يلعبها.
لاعبو النصر المحترفون وهم ثلاثي برازيلي “باستوس وإيلتون وإيفرتون” أعلنوا الإضراب قبل المباراة للضغط على النادي بخصوص بعض الخلافات المالية وهي مسألة تخص كل اللاعبين وليس البرازيليين فقط، ولمن لا يعرف فتأخير الرواتب هي أمر شائع في عصر الأزمات المالية في عدة بطولات حول العالم بما فيها الاسباني والايطالي مع ضمانات الدفع بالنهاية، فيجب أن نعرف بأن لاعبي فالنسيا وملقا مثلا لم يتقاضوا أجورهم لعدة أشهر ثم مع وصولل السيولة يحصلون على المال، وتتحول المسألة إلى كارثة لو قال النادي إنه لن يدفع أو لا يستطيع الدفع، والمشكلة لم تكن في النصر مشكلة 3 لاعبين فقط بل فريق بأكمله كما أسلفت، فانتظر ذلك الثلاثي أهم مباراة في الموسم ضد الهلال وأعلن إضرابه رغم الوعود الواضحة بالحصول على المال صباح المباراة.
في تصريحات اللاعبين لقناة الرياضية السعودية بعد المباراة تم الكشف عما جرى على العكس مما أشيع أن المدرب هو من طرد اللاعبين، فقد تبين أن لاعبي النصر توجهوا للإدارة وطلبوا منهم طرد هؤلاء الذين باعوا الفريق في أصعب موقف ورأوا أنفسهم مهمين لدرجة أن النصر سيضيع من دونهم في أهم يوم لجماهيره وأهم من البطولة ذاتها، وهذا ما جرى، فاتحد الفريق ضد من تعالوا عليه، فلم يضع النصر بل تحقق نصرين؛ نصر كبير في الملعب كفريق ونصر أخر يعني الفوز والنتيجة 2-1.
عندما كنت أستمع إلى التصريحات بعد المباراة تذكرت مباشرة فرقا كبرى المواسم الماضية، بعضها عاشت حالة حزبية لأن أحدهم يعتقد أنه يملك النادي لجنسيته، وأخر يعتقد أنه أكبر من النادي لأهدافه، وأخر يقرر من يأتي ومن يرحل، وبعضهم يريد رسم خطط الفريق الاستراتيجية، لأنهم نجوم ويلعبون جيدا.
ما فعله لاعبو النصر يوم أمس كان مثالاً مهماً يجب أن يتعلم منه الجميع في كل الفرق، لا أحد أكبر من الفريق مهما كان مستواه، ولا أحد أهم من الفريق مهما كان تاريخه، فكل شخص يعتقد أنه يستحق معاملة أفضل من غيره في الفريق لأنه أفضل أو أقدم فهذا له جزاء واحد .. الطرد ولو كان ذلك على حساب النتائج المؤقتة، فالتاريخ يؤكد أن من بنى فريقه حول شخص واحد انهار في النهاية.
مثال النصر مهم لكل اللاعبين حول العالم العربي والغربي في زمن دلع اللاعبين واعتقادهم بحجمهم الكبير لدرجة رأينا أحدهم يصاب بجنون العظمة ويعتقد نفسه “مهم”.
المقال
منقووووووووووووووووول