دعوها فإنها مُنتنة
الخميس 14/08/2014
في هذه البلاد، وفي غيرها من بلدان العالم الكل يعتز بنسبه وقبيلته التي ينتسب إليها، وهذا أمر مباح، ولا أرى في ذلك ضير، ولكن عندما يخرج الموضوع عن المألوف، ويصل إلى احتقار الآخرين، أو احتقار القبائل الأخرى، أو تجنيد القبيلة في غير الصالح العام، أو لمخالفة الأنظمة هنا يصبح دور القبيلة سلبيًّا.
كل منا لاحظ التدخل القبلي في الانتخابات البلدية في الدورتين السابقتين التي ذهبت لقبيلة عن أخرى، وخاصة في المحافظات والقرى؛ لا لأن مرشح القبيلة كفؤ ويستحق، ولديه ما يؤهله، بل لأنه أحد أفراد القبيلة بصرف النظر عن كفاءته تصوّت له كافة أفراد القبيلة، وربما يكون شيخها. وفي نجاح هذا المرشح لا تستفيد إلاّ قبيلته، وربما لا تستفيد حتى قبيلته منه، داخل على طمع لأخذ المناقصات من البلدية، وهذا الدور ينعكس سلبًا على ما يجب أن يقوم به المجلس البلدي، أضف إلى ذلك عند اصطفاف القبيلة مع شخص مخالف للأنظمة، أو يقف عثرة دون مشروع معين. هنا أرى أن يكون لشيخ القبيلة دوره البارز في توعية قبيلته وتعريفهم بالأنظمة، والوقوف ضد أي إخلال بالنظام أو تعدٍّ على الغير حتى يكون دور القبيلة إيجابيًّا في صحيح البخاري: أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا، فَقَالَ الأنصاريُّ يَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ: دعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ. وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلاّ بالتقوى، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم). قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء). الناس من آدم وآدم من تراب. وفقنا الله وإياكم لما يحب من القول والعمل وهذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.
عبدالمطلوب مبارك البدراني -
وادي الفرع
http://www.al-madina.com/node/550733...%86%D8%A9.html