كلمة الملك تؤكد على ترابط أبناء الوطن
القلم والفكر يكونان عاجزين عند الكتابة عن هذا الملك الصالح (ملك الإنسانية) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. إنه رجل اتسم بالخلق الرفيع والحرص على الرعية وعلى رفاهية ومصالح بلاده خاصة وبلاد المسلمين بل الإنسانية عامة. كيف لا وهو خريج مدرسة الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله تعالى.. إنه ملكٌ ملك القلوب بحبه. ومهما كتبت وكتب غيري عن هذا الملك الإنسان لن نوفيه حقه بمثل هذه السطور، فهو أرقى وأسمى مما يكتب عنه شعرا أو نثرا. إننا فخورون بوالدنا القائد الفذ المحنك صاحب القلب الكبير والذي اتسع صدره لهذا الشعب بجميع طوائفه وفئاته، وأهم شيء لديه هو التآخي والتعاون والتكاتف لحفظ أمن هذا البلد ورقيه ونبذ التحزب والطائفية والآراء النشاز التي تسعى إلى ذلك، كما أنها تدعو إلى التفرقة والتصنيف بين المواطنين والذي بسببه يكثر الخلاف والاختلاف بين الأمة، حيث قال: (إنكم تعلمون جميعا بأن الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعا منه، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتّهامات جزافا كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وألا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم.) وهذه الجزئية من الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين، يحفظه الله تعالى، بمناسبة افتتاحه أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، فيها الشيء الكثير من الحكمة والتروي، فهل يعي الإخوة الكتاب مغزى هذه الكلمات الرائعة التي تدل على حرص ولي الأمر على الترابط الأخوي بين أبناء الوطن الواحد، وأما التصنيف الذي أشار إليه يحفظه الله فهو أساس الخلاف والاختلاف بين فئات المجتمع، فكل كاتب وضع نفسه في صنف معين أو وضعه زملاؤه الكتاب في فئة معينة ولا يمكنه الخروج منها حتى لا يتهم بأنه عديم المبادئ والقيم مع أن الرجوع للحق فضيلة، فأصبح الكتاب لدينا مصنفين إلى إسلامي وليبرالي وسني وشيعي وغير ذلك من التصنيفات..
إننا جميعنا مسلمون ومتفقون على أساسيات الدين ولا خلاف لدينا سوى في فروع، مرجعنا فيها الكتاب والسنة المطهرة.. أسأل الله العظيم أن يحفظ لنا قائدنا وولي أمرنا وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه من القول والعمل..