عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2011, 09:34 PM   #1
معلومات العضو
تركي الزايد
مرااقب عام مشرف الدواووين الادبيه

الصورة الرمزية تركي الزايد
إحصائية العضو







آخر مواضيعي
افتراضي هل أنت حزين ؟ صورة لإنسان حزين ، مثلي ومثلك ! ! !

بسم الله الرحمن الرحيم


قَدْ يَعتَرِي الحَيَاةَ بَعْضُ الأَحْزَانِ
فَهِيَ سُنَّةٌ إِلَهيَّةٌ فِي حَيَاةِ بَنِي الإِنْسَانِ


ولَقَدْ ابتَلَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم-بابتِلاَءَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنَ المِحَنِ والشَّدَائِدِ التِي أَعقَبَها الحُزْنُ فِي حَيَاتِهِ -صلى الله عليه وسلم-، مثلما يحزن غيره من البشر ، فَقَدْ فَقَدَ فِي عَامٍ وَاحِدٍ شَخْصَينِ عَزِيزَيْنِ عَلَى قَلْبِهِ، هُمَا: أُمُّ المُؤمِنينَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُويلِدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- وعَمُّهُ أَبَو طَالِبٍ، فَسَمَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-ذَلِكَ العَامَ بِعَامِ الحُزْنِ .
وكَانَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- يَحْزَنُ بِسَبَبِ إِعْرَاضِ قَوْمِهِ عَنْ دَعْوَتِهِ واستِهزَائِهمْ، ومُقَاطَعَتِهمْ لَهُ وتَكْذِيبِهمْ
كَمَا دَلَّ على ذَلِكَ قَولُ الحَقِّ تَبَارَكَ وتَعَالَى:
((قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)



فهل أذعن صلى الله عليه وسلم لحزنه ، وأثر على حياته ؟
لا ، بل رضي بقدر الله تعالى ، وفعل ما يقدر عليه مستعيناً بربه متوكلاً عليه .




إِنَّهُ لاَ يُنْكَرْ عَلَى المَرْءِ أَنْ يَحْزَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَسَبَابُ الحُزْنِ
ولَكِنَّ المَذْمُومَ هُوَ الاستِسلاَمُ لِلْحُزْنِ والإِذْعَانُ لَهُ، مَعَ أَنَّ سُنَّةَ الحَيَاةِ جَرَتْ أنَّ الحُزْنَ لاَ يَلْبَثُ أَنْ يَنْجَلِيَ بَعْدَ وَقْتٍ، لِيَحُلَّ مَحَلَّهُ الفَرَحُ وتَعُودَ مِياهُ السُّرورُ إِلَى مَجَارِيها
فَالوَاجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَجْعَلَ مِنْ مُصِيبَتِهِ قَاعِدَةً لِلانْطِلاَقِ، لِبَدْءِ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ مِلْؤُها التَّفَاؤلُ وحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّوجلَّ، قَالَ تَعَالَى: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
وَقَالَ تَعَالَى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
(والإنسان في حياته له ثلاث حالات : حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة
فالماضية :ينبغي أن يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل :
(( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها )) وإن كانت تقصيرا فتب إلى الله تعالى منه .
والحالة المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،فاعتمد على الله تعالى وتوكل عليه وافعل ما شرع من أسباب .
والحالة الحاضرة و هي يومك الذي تعيش فيه: فابتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع ، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير ) .




دخَلَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ؛ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمُامَةَ، فَقَالَ:
((يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَالِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي ودُيُونٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَماً إِذَا قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللهُ هَمَّكَ، وقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وإِذَا أَمْسَيْتَ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ والبُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهْرِ الرِّجَالِ))

قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ؛ فَأَذْهَبَ اللهُ هَمِّي وقَضَى دَيْـنِي.








التوقيع

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

تركي الزايد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس