عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2009, 06:52 AM   #1
افتراضي قد جاءكم شهر مبارك

الخميس, 13 أغسطس 2009


عبدالمطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع


يهل علينا قريبًا شهر الخير، شهر الرحمة والبركة، وشهر العتق من النار. شهر رمضان الذي قال تعالى فيه في محكم التنزيل: (يا أيُّها الذين آمنوا كُتِبَ عَليْكُم الصِّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّاماً مَعْدُودَات ....).. “البقرة 183- 184”، وقال صلى الله عليه وسلم في فضل صيام رمضان: “الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم”.. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه”.. رواه البخاري ومسلم. وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، “كان أجود بالخير من الريح المرسلة” متفق عليه.. فما أعظم هذا الشهر، وما أعظم العبادة فيه. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما حضر رمضان: “قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فية أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم”.. رواه أحمد والنسائى والبيهقي. وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”.. رواه مسلم. وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ ممّا كان ينبغى أن يتحفظ منه كفّر ما قبله”.. رواه أحمد. وعن أبى هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه”. رواه أحمد، وأصحاب السنن. هذا بعض ما ورد في الكتاب والسنّة عن هذا الشهر الكريم، ولكن نحن ماذا أعددنا لهذا الشهر؟ هل تغيّر حالنا عن الأعوام السابقة؟ أم بقينا على ما نحن عليه، وتغيير الحال من المحال؟ في كل عام نستعد لهذا الشهر الكريم بالاهتمام بالطعام والشراب ممّا لذ وطاب من جميع أصناف المأكولات، وجميع أصناف المشروبات، وكأننا لا نأكل ولا نشرب إلاَّ في شهر رمضان، وبقية الشهور فيها صيام.. هذا ما يخص الأسر واستعدادها لهذا الشهر الفضيل.
أمّا وسائل الإعلام المختلفة لها استعداد آخر، وخاصة القنوات الفضائية فحدّث ولا حرج، فقد استعدت تمام الاستعداد من خلال عام كامل، أي من نهاية رمضان الماضي إلى دخول رمضان الحالي في عمل المسلسلات الكوميدية، والأفلام المختلفة، والمسابقات التلفزيونية، وكل ذلك لإشغال المسلمين عن هذه العبادة، وهي صيام هذا الشهر الفضيل التي عبادته خاصة لله تعالى، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن آدم له إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”.
يجب أن نغتنم جميعًا هذه الفرصة الثمينة والنادرة، والتي ربما لن تتكرر على المسلم. هل يوجد عذر للمسلم الذي حضره شهر رمضان شهر التوبة والغفران، ولم يتب توبة نصوحًا، ولم يستغفر الله غفّار الذنوب؟ هل يوجد عذر لمَن حضر رمضان ولم يدخل الجنة، ويُعتق من النار؟ مَن يضمن لنفسه البقاء حتى رمضان المقبل حتى يتوب، ويستغفر؟ ومَن يضمن لنفسه إكمال هذا الشهر، بل مَن يضمن إكمال اليوم الأول منه؟ لذلك علينا أن نغتنم هذه الأيام بالصيام، وقراءة القرآن، والاستغفار، والتوبة النصوح، والله يحب التوّابين، ويحب المتطهرين.
ويجب على المسلم أثناء الصيام أن يحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة والسباب واللعان والكلام البذيء ونحوها، ويعوّدها على ذلك. اللهم وفقنا فيه إلى الخير العميم، وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، واجعلنا من صوّامه وقوّامه الذين مآلهم إلى النعيم المقيم. والله ولي التوفيق.

http://al-madina.com/node/169018







التوقيع

يـا عــيــن حـــــذرا لايــجـــي خـــــدي الـــذرف
عــلـى االـمـقـفــي مـا لـحـقـنــي حـسوفــــــــات
ومــن لا حـسـب لــي بانفـلـه نـفـلـة الــــزرف
لا صــــار فــاضــي مــــا يــخــوض الـمـهـمـات

آخر تعديل عبدالمطلوب مبارك البدراني يوم 15-08-2009 في 01:28 AM.
عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس