عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-2007, 09:41 PM   #1
معلومات العضو
عبدالمطلوب مبارك البدراني
اعلامي وصحفي ومراقب وعضو لجنة الحكم

الصورة الرمزية عبدالمطلوب مبارك البدراني
إحصائية العضو






آخر مواضيعي
افتراضي أيام لا تنمحي من الذاكرة بقرية المضيق بوادي الفرع


أيام لا تنمحي من الذاكرة بقرية المضيق
بقلم : عبد المطلوب مبارك البدراني


هناك أيام لا تنمحي من الذاكرة مهما طال الزمن أو تعاقبت السنون أو بعد المكان ومنها أيام الطفولة والصبا أيام صفاء الذهن من الشوائب وخلو القلب من تجريح النوائب ,
جلست ذات يوم على عين المضيق الجارية والمضيق قرية من قرى منطقة وادي الفرع التابعة للمدينة المنورة تتميز بطبيعتها الخلابة ونسيمها العليل وجبالها الشاهقة ومزارع النخيل البواسق تذكرت أيام خلت قضيتها في تلك القرية التي ولدت فيها وترعرعت , مرت تلك الأيام كطيف عابر أو أحلام في المنام لكن بقيت في الذاكرة كأيام في حياتنا نستذكرها كلما ضاقت بنا الأرض بما رحبت أو ضاقت أخلاقنا وصدق الشاعر الذي قال :
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
لقد تحولت حياتنا بعد رحيلنا من قرية المضيق وتوجهنا صوب قرية الفقير أملاً في حياة مستقرة تتوفر فيها الخدمات من كهرباء واتصالات وغيرها بمعنى آخر نريد الانتقال إلى حياة أكثر تطور ولم نكن ندري أننا كالباحثين لا حتافهم بأرجلهم أو كل المستجير من الرمضاء بالنار .
نعم وجدنا الحياة الحديثة من كهرباء ووسائل اتصال وغيرها و التي كنا نبحث عنها والتي وصلت ألان إلى كل مدينة وكل قرى المنطقة بما فيها قرية المضيق والشكر يعود إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى هذه القيادة الحكيمة التي تسعى دائما لراحة المواطن ولمواكبة العصر في التقدم والازدهار.ولكننا فقدنا راحة البال والهدو والسكينة ودخلنا برضانا وبكامل قوانا العقلية والجسدية في معمعة لا ندري كيف ومتى الخروج منها لقد انقلبت حياتنا رأسا على عقب كنا نعيش حياة بسيطة كبساطة إنسان البادية لا تعقيدات فيها ولا التزامات ولاهم فيها ولا يحزنون كنا نعيش في الطبيعة على طبيعتها والأكل والشرب معظمه من مزارعنا وثروتنا الحيوانية الآن نشرب الماء من الثلاجة واللبن والحليب من البقالة والأكل معظمه من المطاعم باختصار كنا نأكل ونشرب مما ننتج الآن نأكل ونشرب مما نشتري والمصيبة الكبرى أن معظم إن لم يكن كل الذي نشتريه مستورد من الخارج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
كنا في المضيق نعيش مما تنتجه الطبيعة الآن نعيش مما تنتجه المواد الكيمائية المختلفة ولقد أنعكس ذلك على صحتنا سريعاً حيث كثر الداء وتعزز الدواء عن الشفاء
ونحن صغار نذهب إلى المدرسة ونعود بعد الظهر فرحين بما إكتسبناه من علم نافع في الدنيا والآخرة و مدير مدرستنا الابتدائية في ذلك الوقت الأستاذ / حامد صياف البليهشي والذي له أبلغ الأثر في نفوسنا هو و أساتذة المدرسة فجزأهم الله عنا خير الجزاء والإحسان .
عندما نزور المدارس الأخرى في المنطقة وأثناء مبارياتنا الكروية ومسابقاتنا الثقافية نردد هذا النشيد:

نحن أشبال المضيق ..... نصرنا نصر سحيق
أن أردنا أن نباري ..... لا يبــارينا فريـــق
كنا في المضيق قريبين من بعضنا البعض و نصل الأرحام ونتبادل أصدقائنا الزيارات ,الجار يسأل عن جاره صباح مساء والقريب يسأل عن قريبه والقلوب قريبة من بعضها البعض أما الآن فحدث ولا حرج نسأل الله العافية
ختام يقال إن رسولنا صلى الله عليه وسلم مَّر بقرية المضيق ويوجد بالمضيق مسجد يقال له مسجد النبي قيل أنه صلى فيه وشرب من ماء عين المضيق ومن البارود وهو ماء يعرفه الجميع .








عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس