عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2007, 05:30 AM   #1
افتراضي العنف المدرسي:اشكاليات وحلول

هذا المقال نشر قبل فترة بصحيفة المدينة


العنف المدرسي: إشكاليات وحلول
________________________________________

بقلم: عبد المطلوب مبارك البدراني
ديننا الإسلامي الحنيف ينبذ العنف في التعامل مع البشر ويدعو إلى الرفق في القول والفعل وإلى العطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث يقول صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). والعنف كما عرف في عديد من النظريات؟ هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين وقد يكون جسمياً أو نفسياً لان السخرية والاستهزاء من الفرد وفرض الآراء على الشخص بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة تعتبر جميعها من أشكال العنف النفسي الذي يوازي العنف الجسدي.
وبصفتي من منسوبي التعليم وأتابع دائماً ما تبثه وسائل الأعلام المختلفة عن التعليم فانه يحزنني تلك الأحداث التي تناولتها وسائل الإعلام حول اعتداءات من تلاميذ على معلميهم في أنحاء متفرقة من مملكتنا الغالية ففي ينبع قضية المرامية وقضية في المنطقة الشرقية وثالثة في جدة وأخرى في حائل وقضية طالب ادخل مسدساً في مدرسة ثانوية يدرس بها 800 طالب وبها أكثر من ثلاثين معلماً بتبوك ومعلمة ترفع قضية على طالبة اعتدت عليها أمام زميلاتها وإصابتها بالاكتئاب وضيقت عليها الخناق وغيرها كثير لم نقرأه وقضايا لم تصل إلى الإعلام وهذا غيض من فيض من ما وصل إلينا من هذه القضايا والخافي أعظم .
حتى وان لم تصل هذه الأحداث إلى تصنيفها كظاهرة في التعليم فإنه يجب معالجتها وإيجاد الحلول المناسبة وإليكم رؤيتي حول أسباب العنف في المدارس وإذا وجد السبب بطل العجب وممكن إيجاد العلاج الشافي لهذا الداء .
لقد ذكر جواد دويك (إن العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين التلاميذ ومعلميهم حيث أن سلوك الواحد منهم يؤثر على الآخر ويتأثر بالخلفية البيئية لهما )
فمثلاً مجتمعنا يمر بمرحلة انتقالية الآن بين مجتمع بني على جذور سلطة الآباء على الأبناء التي ما زالت مؤثرة، وتواجد هذا العنف في المجتمع يعتبر سلوكاً ممكن لما يراه التلاميذ من عنف من آبائهم وإخوانهم الكبار ومعلميهم في المدارس إلى مجتمع ثقافي يتأثر بالثقافات الحوارية للوصول لما يريده وإتباع الوسائل التربوية و التعليمية غير وسائل العنف .
في المدارس يحترم المعلمون الطالب الناجح والمتفوق دراسياً ولا يعطون أهمية للطالب الفاشل المتأخر تعليمياً وهذا التجاهل يسبب لديه إحباطاً ينتج عنه عنف ضد معلميه وهذا التجاهل دافع رئيسي لما نشاهده من عنف الآن من الطلاب .
لان الطالب يحاول أن يثبت للجميع إنه إنسان له مشاعره فيبحث عن شخص يصب غضبه عليه ولو كان معلمه .
إن هذه الإشكالية تحتاج إلى علاج في المجال السلوكي والمجال التعليمي والمجال الاجتماعي والمجال الانفعالي وليس بالإمكان الشرح الوافي في هذا المقال لكنه يجب على المدارس أن تتصدى لهذه الإشكالية بوضع الخطط ومواجهتها والحد منها وأن يكون الكل مسؤولاً من معلمين وإداريين ومرشدين.
ويكمن ذلك في الآتي: مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ومعاملتهم حسب تلك الفروق, تقدير الطالب كإنسان واحترامه, أن نترك الطالب يعبر عن مشاعره وحتى لو غضب فهو لا يذل ولا يهان, وأن لا يركز على الطالب في الجوانب التي يبدو فيها ضعيفاً أي لا يُركز على نقاط الضعف لديه , وأن لا يستهزئ به ولا تنتقد أفكاره بجلفة وغلظة أمام زملائه .
وأن يجد الطالب منا الاهتمام به حتى لا يسبب تجاهله نزعة عدوانية ضد معلميه كما يجب عليه معرفة حقوقه وواجباته نحو مدرسته ومدرسيه وأما المعلم يجب أن يكون ملماً بمادته لان المعلم الضعيف في المادة يشعر بالحرج أمام تلاميذه ويلجأ إلى أسلوب العنف وإسكات تلاميذه بأي وسيلة كانت .
ولا شك أن المعلمين ليسوا ملائكة لا يخطئون بل هناك حالات شاذة وفردية يجب معالجتها وعقاب المعلم العقاب الذي يتناسب مع الجرم .
هذا ونسأل الله إن يوفق وزير التربية والتعليم ونائبه وجميع المسئولين في الوزارة لإيجاد الحلول لهذه الإشكالية مع تمنياتنا لمنسوبي التعليم من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات بالنجاح في الدنيا والآخرة.. والله من وراء القصد.







آخر تعديل ابوفيصل يوم 07-08-2007 في 02:42 PM.
عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس