الكرم خصلة حميدة قد تميز بها الكثير في العصور الاولى وكذلك العصور المتأخرة وهو الانفاق على إكرام الضيوف مما يملك الانسان وهو الجود وقد حثنا ديننا الشريف على الكرم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) متفق عليه. والرسول صلى الله عليه كان جوادًا كريمًا، كان يبذل الدنيا وهي في يديه حقيرة صغيرة، كان يُعطي الشاة والبعير وما كان في بيته صاع من شعير.والانسان عليه ان ينفق ويبقي ما يسد حاجته ويستر اهله وابناءه فخير الصدقة ما كان عن ظهر غني كما قال صلى الله عليه وسلم و يجب ان يعطي باعتدال ووسطية دون تبذير أو أخذ الديون من الناس لاكرام الضيوف وهو يعرف انه لا يستطيع الوفاء ولكن هدفه المدح قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوهاوتؤتوها الفقراء فهو خير لكم، فلذلك على الإنسان أن يكون معتدلا في الإنفاق، وقدأنكر رسول اللهعلى ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه حين جز جذاذ نخله فتصدق بهقبل أن تغرب الشمس، لم يبق منه تمرة واحدة، فأنكر عليه رسول الله ذلك وعده منالسرف. التبذير : إنفاق المال في المعاصي , و قيل أن يبسط يده في إنفاقه حتى لا يبقى منهما يقتاته ما دعاني لكتابة هذا المقال ما نشاهده في الاونة الاخيرة من مؤائد وعزائم وتنافس في الموائد والذبائح والمشروبات بكميات كبيرة معظمها يكب في النفايات ويعود ذلك للعادات والتقاليد ووفقاً للإحصاءات الأخيرة كما وردت في صحيفة سبق الالكترونية مازالت السعودية في مقدمة الدول الأكثر استهلاكاً للأغذية في المنطقة بنسبة 60% ويعتبر الخليج العربي من أكثر المناطق استهلاكاً بنسبة 3.1% سنوياً وهدراً للمواد الغذائية، مع توقع أن يصل معدل الاستهلاك إلى 49.1 مليون طن متري من المواد الغذائية، ويشكل الغذاء ما نسبته 35% من النفايات المنزلية، ونحو 13 مليون طن من المواد الغذائية وبقايا الأطعمة يتم التخلص منها في مكبات النفايات بالسعودية، فيما بلغت عدد الوجبات الغذائية التي تهدر بشكل يومي في المنطقة الشرقية لوحدها 4 ملايين وجبة غذائية، حسبما ذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية "إطعام" وقال خالد الخان لـ "سبق" تكون غالبيتها من قصور الأفراح والعزائم، والفنادق، وتعمل الجمعية على استقبال وفرز الطعام الزائد وتعبئته في الأوعية الخاصة بها ويتم توزيعه لأكثر من 5000 أسرة مستفيدة وإن الجمعية باشرت بفتح فرع لها في الرياض حيث تقدر كميات الوجبات التي تهدر 12 مليون وجبة. وسيتم خلال الثلاثة أشهر القادمة افتتاح فرع القطيف وضواحيها. أحبتي الاسراف والتبذير مفسدة من المفاسد الدينية ومرض اجتماعي تتاثر به الافراد والمجتمعات والاسر وينتج عنه تمزق في الروابط الاسرية وتعالي على الفقراء وعندما ينشأ الفرد في اسرة مسرفة يتاثر بها وكل ذلك حب الظهور وحب الشهرة والتباهي قد ناقشت احد الاخوة حول ما نراه الان من عزائم وذبح الابل والغنم وصنع الطعام بكميات كبيرة قلت هذا العمل ليس اكرام للضيف بل عزائم لشخصيات مرموقة في المجتمع او مشائخ قبائل او تجار والقصد من ذلك كله المباهاة والتفاخر والشهرة إما إكرام الضيوف فليس بهذا التبذير وهذه الطريقة قال فليكن القصد منه ذلك ..كل انسان يريد ان يبرز في مجتمعه ويجعل له مكانة وطالما انه يستطيع فلا بأس ..قلت هناك من يكلف نفسه ويعمل تلك الولائم بالديون التي يعجز عن سدادها فيما بعد وحتى وأن كان مقتدراً فهذا اسراف يا اخوان هذه النظرة في الاكرام نظرة قاصرة ومجانبة الصواب ..لا يجب السكوت على هذا التبذير لما يترتب على ذلك من اضرار جسيمة على الفرد والمجتمع في الدين والدنيا .. هذا ما اردت ايضاحه والله من وراء القصد ......
عبد المطلوب مبارك البدراني / وادي الفرع