[عبدالمطلوب مبارك البدراني]

القنوات الفضائية وذهاب الاخلاق
بقلم / عبدالمطلوب البدراني



أتابع القنوات الفضائية بمختلف مسمياتها ولكن تجذبني بشكل خاص القنوات التي تبث تراثنا القديم من مسلسلات دينية وشعر وغيره . هذا التراث يجب علينا أحياءه لأنه هو الأصل وما نعيشه الآن هو ثقافة دخيلة علينا من الغرب فأصبحنا نلبس لبسهم ونتحدث لغتهم بحجة أنها لغة عالمية ونأكل أكلهم " سندوتشات ماكدونالد _ هامبرجر وغيرها " باختصار أصبحنا نقلدهم في كل شيء وانطبقت علينا نظرية ابن خلدون الذي أوضح فيها أن الغالب يفرض على المغلوب ثقافته وبالطبع المغلوب يتبع الغالب في كل شيء وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل (( لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه معهم )) .
هذه القنوات إجابياتها كثيرة ولكن للأسف دائماً السلبيات و إن قلت تطغئ على الإيجابيات فما نلاحظه أن هذه القنوات تبث عبر شاشاتها كل ما هب ودب من شعر جيده وقبيحة والآن لجأت إلى أثارت النعرات القبلية والتصويت القبلي على شاعر المليون خير مثال ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (( دعوها فإنها منتنة )) ويقصد التباهي بالأنساب وإثارة النعرات القبلية التي كانت سائدة في جزيرة العرب قبل الإسلام وجاء الإسلام وقفى عليا فلماذا إحياءها الآن وعبر القنوات الفضائية في برامج نسبة المشاهدة فيها عالية جداً جداً كبرنامج شاعر المليون .
أيضاً توجد قنوات فضائية عربية للأسف تلهث وراء جمع المال ضاربة بديننا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا عرض الحائط والشريط الإخباري في أسفل يقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر وطبعاً عبر إرسال الـ sms ومرة قرأت رسالة لا أستطيع كتابة مضمونها في صحيفة يقرأها الملايين في العالم وعندها أكون شاركت في جريمة .
إن الفضاء واسع ومفتوح ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل العصر التكنولوجي الذي نعيشه نستطيع أن نتحكم في ما تبثه فالبداية تكون بالضغط من قبل المسؤلين في الدول العربية والإسلامية على هذه القنوات حتى تحترم ديانة وعادات وتقاليد مشاهديها وإن تمادت في غيها فحينها يمكن اتخاذ إجراءات ضدها ولو دعى ذلك إلى إقفالها نهائياً وإن كان عدم وجودها أحسن من وجودها ولا ننكر أن الغرب يستهدف شباب المسلمون وهم عماد المستقبل وإذا أفسدهم يكون بذلك أنتصر بالضربة القاضية على الثقافة الإسلامية التي أعلنت الحرب عليها بجميع السبل الثقافية والاقتصادية والسياسية وأخيراً العسكرية واحتلال فلسطين ثم أفغانستان ثم العراق وما يجري في السودان ولبنان خير مثال لها :
قيماً قال الشاعر :
إنـــــــــــــما الأمــــــــم الأخلاق مــــــا بقيت ........
فـــــإن هم ذهبــــــت أخــــلاقهم ذهــبوا
وما يجري في بعض قنواتنا الفضائية نوع من ذهاب الأخلاق هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد .