كثر الدجل والدجالون

[عبدالمطلوب مبارك البدراني]

كثر الدجل والدجالون

• 
  

عبدالمطلوب مبارك البدراني

الجهل لا يقتصر على الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة فقط، ولكنه قد يكون في من وصلوا إلى مراحل متقدمة من العلم، وحملوا الشهادات، وذلك يعود إلى ما رسخ في أذهانهم منذ الصغر واقتنعوا به اقتناعاً تاماً. تلك القناعات لن يغيرها العلم، لذا كثر المنجمون والكهنة والسحرة الذين يصطادون هؤلاء وكل ذلك من أجل الاحتيال عليهم والكسب منهم، لذا تجد الحديث يدور في المجالس عن الجن والسحر والعين ونحن نعلم أن كل ذلك حق وموجود ولكن ليس لهذه الدرجة.
لقد شدَّ انتباهي في برنامج الساعة الثامنة الذي يقدمه الإعلامي البارع داود الشريان في إحدى حلقاته استضافته ثلاثة من المشايخ ومريضة، وقد بدأت الآراء مختلفة حول مرضها، أحدهم قال عين، والثاني قال سحر، والآخر قال ربما يكون قلقاً نفسياً وقد رقى عليها المشايخ حتى أنها أغمي عليها. وكذلك في اليوتيوب رأينا الشيخ الذي عرفناه ما يقارب 20 عاماً يرقي الناس في المدينة ويخرج الجن، يتراجع الآن عن قناعاته السابقة، ويقول إن الجانّ لا يدخل جسم الإنسان وإنه كان مخطئا آنذاك، وما يحصل للناس معظمه تهيؤات، وقد رقى مريضة، وقال شر، فأغمي عليها وقرأ عليها آية الكرسي سراً ولم تتأثر.
هناك الآن عرافون مشايخ يرقون الناس وقد يلمسون النساء وهم ليس لديهم من العلم شيء، وأنا لا أعمم ذلك على كل الرقاة، لأن هناك من ثبتت صحة رقيتهم، واستفاد منهم كثيرون، ولكني متأكد أن منهم من لا يحسنون قراءة سورة الفاتحة، فكيف يسمح لهم برقية الناس واستغلال حاجتهم لكسب المال منهم؟ وكما يقال «الغريق يتعلق بقشة»، مع أن معظم المرضى يعيشون وهماً فقط، ليس بهم مس شيطاني، ولا مرض نفسي، وربما يكون هناك دجالون ومدعون معالجة الناس وتنكشف أوهامهم لدى البعض، ولكن المشكلة في من يدعون علاج الناس بالقرآن الكريم وهم في الواقع يستنزفون جيوبهم ويسعون وراء المادة فقط.
آمل أن يتنبه الجميع لذلك، وأن لا تؤخذ الرقية إلا ممن هم ثقة، وأن يكون هناك حزم تجاه من يدعون الرقية. هذا ما أردت إيضاحه، والله من وراء القصد