يعرف قراقوش لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما تارة وغبيا تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد
عليها البعض نوادر وطرائف نسبت الي قراقوش حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه
حكم قراقوش
فمن هو قرقوش ?
هو أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين قراقوش ( - 597هـ)
والي مصر وعكا في عهد صلاح الدين الأيوبي
قراقوش: هو لفظ تركي معناه بالعربي العُقاب، الطائر المعروف
قضى مايزيد على الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وابنيه.
مثله مثل العديد من أعلام المسلمين من تشويه وانتقاص، فبهاء الدين قراقوش على الرغم من أنه شخص شبه مغمور لايعرف سيرته
إلا من يبحث في سيرة صلاح الدين الأيوبي وأعماله حيث يرى بصمات واضحة لقراقوش في تلك الأعمال، إلا أنه تعرض لتشويه جعله
ينتقل من قائمة المحاربين والمهتمين بالعمارة إلى قائمة الحمقى والمغفلين وأحيانا الطغاة".
إلى أنه على الرغم من قسوة التهم التي تعرض لها قراقوش "إلا أنها كانت سبباً في شهرته وتداول اسمه بين الناس، ممادفع بالكثير
من المؤرخين إلى التطرق إلى سيرته ونفي مايُنسب إليه من أحكام".
أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين ( - 597هـ) كان ممن يعتمد عليهم صلاح الدين الأيوبي ويثق بهم
ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعل له زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير
أحوالها عليه. كان رجلاً مسعودًا، حسن المقاصد، جميل النية، وصاحب همة عالية، فآثاره تدل على ذلك،
أشارت بعض المصادر إلى أنه ولد في بلاد آسيا الوسطى وفيها عاش فترة طفولته ثم في ظروف غامضة اتصل بأسد الدين
شيركوه عم صلاح الدين، وبعد وفاة شيركوه سنة 564 هـ التحق قراقوش بخدمة صلاح الدين الأيوبي حيث برزت مواهبه منذ أول يوم
تولى فيه صلاح الدين الوزارة في مصر وتمثل ذلك في سعي قراقوش مع الفقيه عيسى الهكاري لإقناع معارضي تولية صلاح الدين
الوزارة، ثم قيام صلاح الدين بتولية قراقوش إدارة القصر الفاطمي الذي كان مصدر إزعاج لصلاح الدين بسبب ماكان يضمه القصر من
حاشية كبيرة زاد نفوذها وأصبحت ذات دور مؤثر في إدارة البلاد ولم تكن راضية على تعيين صلاح الدين في الوزارة وقد استطاع قراقوش
إدارة القصر بحنكة واقتدار
تولي قراقوش بعد ذلك الكثير من الأعمال منها تولي أمور عكا وعمارة سورها لصد هجمات الصليبيين
ثم تكليفه ببناء العديد من القلاع والحصون
منها قلعة صلاح الدين بالقاهرة و السور المحيط بالقاهرة،
شهادة من صلاح الدين قالها في قراقوش حين عهد إليه ببناء سور عكا
"ماأرى لكفاية الأمر المهم، وكف الخطب الملم، غير الشهم الماضي السهم، والمضيء الفهم، الهمام المحرب، النقاب المجرب،
المهذب اللوذعي، المرجب الألمعي، الراجح الرأي، الناجح السعي، الكافي، الكافل بتذليل الجوامح، وتعديل الجوانح، وهو الثبت الذي
لايتزلزل، والطود الذي لايتحلحل، بهاء الدين قراقوش، الذي يكفل جأشه بما لاتكفل به الجيوش".
و بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ حيث عمل في خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب فكان ينوب عنه
حين يسافر خارج القاهرة، وحينما غدر بالعزيز بعض أمراء الأسدية بقي قراقوش الذي كان نائبه في القاهرة مواليا له فعاد العزيز إلى
الديار المصرية للقضاء على ذلك التمرد، كما أوكل إليه العزيز مهمات آخري حيث كان يتولى حفظ أموال الزكاة ويتولى النظر في المظالم.
وبعد وفاة الملك العزيز أصبح قراقوش وصيا على ابنه الملك المنصور محمد الذي كان عمره تسع سنين حتى عزل قراقوش من الأتابكية
(الوصاية) إلا أن قراقوش بقي على أهميته حتى وفاته في رجب سنة 597 هـ.
(قراقوش في ميزان التاريخ)
لبيان الوجه المشرق الذي أثبته المؤرخون الثقاة لقراقوش فيورد العديد من النصوص التي وردت في عدد من كتب التراجم والتاريخ
وعرفت بقراقوش كما استبعدت ماينسب إليه من أحكام ومن أبرز هذه الآراء رأي شمس الدين أحمد بن خلكان الذي أفرد لقراقوش
ترجمة خاصة في كتابه وفيات الأعيان تطرق فيها إلى ماينسب لقراقوش من أحكام فقال: "والناس ينسبون إليه أحكاما عجيبة في
ولايته، حتى أن الأسعد بن مماتي المقدم ذكره له جزء لطيف سماه (الفاشوش، في أحكام قراقوش) وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه،
والظاهر أنها موضوعة، فان صلاح الدين كان معتمداً في أحوال المملكة عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضـها
منقول
لكم الود