هذه القصة للشيخ المشهور بالكرم والجود الشيخ حجرف الذويبي :
ذكروا له في يوم من الأيام اللي عنده إن فيه بنت جميله وزايدتٍ فالجمال عند احد الاشخاض ، وفكّر انّه يخطبها من والدها فركب على ذلوله واتجه إلى والدها ليخطبها
وصادف انّه وجد في مجلس والد الفتاة رجل غريب من اللي ياتون للحج من بعض البلاد الاسلامية وكان العرب يسمونهم دراويش لانهم لايختلطون بالناس ولا يتكلمون كثيرا ويسمونهم يا حاج ، وكان الغريب ضيفا عندأبو البنت باليوم اللي جا فيه حجرف ، وعندما حان وقت الغداء احضر المضيف لبن وقال تفضل ياحاج ! قال آكل ثم اشرب فألح عليه صاحب البيت لكنه كان يرفض ويقول كريم يابدو ! وعندما جاء المساء حل حجرف الذويبي ضيفا على الرجل فقام ورحب به ، وذبح له ذبيحة تليق بمكانته ، وعندما قدم الاكل قال تفضل يالذويبي على عشاك .
قال حجرف : وهذا الغريب ؟ قال : يتعشى فيما بعد . قال حجرف ما أقلط على الاكل إلاّ وهو معي . فنادى المضيف الغريب وشارك حجرف عشاه وكان يقطّع له من اللحم اللي هو حجرف للغريب ويعطيه حتى شبع , ولمّا اصبحوا خطب الذويبي البنت من ابوها ووافق ، فكان عليهم أن يذهبوا إلى اقرب بلدة يبحثون عن شيخ يعقد بين الزوجين وكانت المسافة بعيدة . وركب الذويبي ووالد البنت وذهبوا إلى مأذون الانكحة وبرفقتهم الدرويش ( الغريب ) . ولما حان وقت الغداء توقفوا للراحة ، واشتغلوا باعداد القهوة والغداء الذي هو عبارة عن خبز من البر يسمونه قرص ، وعندما نضج القرص صار والد البنت ياخذ ما طاب من القرص ويضعه في صحن خاص وأمّا حواف القرص وما احترق منه يضعه للغريب ثم قام بوضع السمن على الصحن الاول وقدمه للذويبي ، لكن الذويبي لم يرضى بذلك بل نادى على الغريب واشركه معه وتغدوا جميعاً حتى شبعوا وتركوا ما فضل من القرص على شجرة وجلس الغريب ينظر إلى النمل اللي يسمّى الذر وهو ياكل من بقية القرص ، فتمثل بالابيات التاليه عندما قال له الذويبي كل :
شبعنا وقسّمنا على الذر سورنا = وللذر مـن زاد الكـرام معـاش
يعطي العطا مـن كان ظاري للعطـا = ويمن بالعطا من كان خالـه لاش
من لا يعرّب منسبه قبل ويلده = يا ويلده يروح عليه بلاش
فصارت الابيات التي قالها الغريب إشارة واضحة فهمها الذويبي ، وطلب العودة والعدول عن مشوارهم لأنّه قرّر أن يتخلى عن بنت البخيل مهما بلغ جمالها وصارت موعظة وعبرة لكل بخيل .