لدخل سهيل لا تامن السيل
 

ولماذا الاختلافات في حسابات وقت دخوله؟

:. يدخل نجم أو نوء سهيل متزامناً مع طلوع منزلة الطرف (أو الطرفة) في برج الأسد، وذلك في 24 أغسطس آب الموافق 14 رمضان 1431هـ، وذلك وفقاً للعروض الوسطى من المملكة، وبعض الحسابات الفلكية تُدخل سهيل قبل ذلك بسبعة أيام أو نحوها، ولا ضير في هذا الاختلاف، وأزعم أنها كلها صحيحة، والاختلاف سببه ـ والله أعلم ـ تحديد إمكانية الرؤية من عدمها عند ظهور نجم سهيل فوق الأفق فجراً، وقد يكون الاختلاف سببه اختلاف موقع الرصد فكلما اتجهنا جنوباً بكر ظهوره، فعلى سبيل المثال في اليمن يظهر سهيل مبكراً في 25 يوليو، وفي جازان في 7 أغسطس، وفي وسط المملكة في 24 أغسطس، وفي أقصى شمال المملكة في 8 سبتمبر وهكذا. ولا يعني ذلك بالضرورة أن الخصائص الجوية والمناخية لنوء سهيل تتكرر في كل هذه التواريخ، بل ـ والله أعلم ـ تتزامن فقط مع ظهوره في موقع نشأة هذا الحساب الفلكي وهي العروض الوسطى من المملكة وبالتحديد المحيطة بمدار السرطان والله أعلم.

*****

كم عدد أيام سهيل؟

:. عدد أيامه 53 يوماً، وله من منازل القمر أربعة (الطرف، الجبهة، الزبرة، الصرفة)، قال الشاعر محمد بن عبدالله القاضي رحمه الله:

ويظهر لك النجم اليمانـي وطرفـه *** يتقلـب كـدرة خاتـم بيـد مايــــــــــــق
ومحسوبه أربعـة نجـوم بنجمـــــه *** مع الجبهة الزبرة لها الصرف لاحـق

وطالع الطرف أو الطرفة هو النجم الأول من موسم سهيل، ويتزامن طلوعه مع سهيل فجراً، وعدد أيامه 13 يوماً، يليها منزلة الجبهة وهي ثاني نجوم سهيل، وأول نجوم فصل الخريف وعدد أيامها 14 يوماً، يليها النجم الثالث وهي الزبرة ولها 13 يوماً، ثم النجم الرابع وهي الصرفة ولها 13 يوماً، وسميت الصرفة بهذا الاسم لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من جهة الشرق (3 أكتوبر)، وفيها يعتدل الجو نهاراً وتزداد برودته في الليل.

ولماذا سمي بسهيل اليماني؟
:. العرب الأوائل قسموا القبة الفلكية إلى نصفين؛ نصف شمالي ونسبوا نجومه إلى الشام، ونصف جنوبي ونسبوا نجومه إلى اليمن، وقسموا منازل القمر الثمانية والعشرين إلى قسمين؛ 14 منزلة شامية وتقع إلى شمال سمت الرأس، و 14 أخرى يمانية تقع إلى جنوب سمت الرأس، وذلك بالنسبة لعروض مكة وما حولها. إذ كان العرب يعتبرون سمت مكة وسطاً فما وقع شمالها فهو شامي نسبة للشام، وما وقع جنوبها فهو يماني نسبة لليمن، ونجم سهيل يقع في النصف الجنوبي من القبة الفلكية بالنسبة لأفق الجزيرة العربية لذا سمي بسهيل اليماني أو البشير اليماني.. وفيها يقول عمر بن أبي ربيعة:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيا سُهَيْلاً *** عَمْرَكَ اللَّهَ، كَيْفَ يَلْتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت *** وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمــــانِ

*****

متى يشاهد نجم سهيل بالعين المجردة وأين؟
:. في الرياض ـ على سبيل المثال ـ يشرق نجم سهيل في 11 أغسطس قبل الشمس وذلك عند الساعة 5 و 23 دقيقة، بينما الشمس تُشرق عند الساعة 5 و 25 دقيقة، ومع ذلك فلن يُرى سهيل إلا بعد عدة أيام، إذ كل يوم يتقدم نجم سهيل في الشروق بحوالي 4 دقائق ـ كشأن سائر النجوم ـ حتى يُرى بصعوبة فجر 24 أغسطس في العروض الوسطى من المملكة، وذلك جهة جنوب الجنوب الشرقي، ثم يأخذ ظهوره بالتقدم يوماًً بعد يوم، حتى يرتقي فيصبح وسط السماءفي منتصف الليل عند منتصف ديسمبر ـ على وجه التقريب ـ لذا فأفضل وقت لرؤية نجم سهيليكون في ليالي أشهر الشتاء. وكلما تحركنا إلى الشمال نرى نجم سهيل قد اقترب من الأفق الجنوبي حتى نصل دائرة عرض 37.52 شمالاً عندها لا نستطيع رؤية نجم سهيل حيث يكون دائماً تحت الأفق، وفي ذلك يقول مالك بن الريب التميمي رحمه الله في قصيدته الرائعة التي يرثي بها نفسه:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلـــــــــــة *** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيـا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه *** وليت الغضا ماشى الركاب لياليـــــــا
أقول لأصحابي ارفعوني لأننــــــــي *** يقر بعيني أن سهيـل بدا ليـــــــــــــــا

فمالك بن الريب التميمي كان يتمنى رؤية نجم سهيل الذي كان يشاهد بأرضه (أرض الغضا) ويصعب رؤيته في خراسان حيث قال قصيدته.
*****

صف لنا نجم سهيل فلكياً؟


:. هو نجم دري متوهج أبيض مشهور، ومن شهرته يسمى عند الغربيين بسهيل أيضاًSoheil أو Canopus، وعند الترك أيضاً سهيل Süheyl وبعده عن الأرض 310 (± 20) سنة ضوئية، أي ما يعادل بعد الأرض عن الشمس 19 مليون مرة، وبعبارة أخرى عندما تشاهد ضوء نجم سهيل، فأنت ترى صورته قبل حوالي 310 سنة! أي عام 1121هـ !! وللتو يصل ضوؤه إلى عينيك، على الرغم أن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كيلومتر بالثانية وصدق الله العظيم {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}. وسهيل ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية، وهو ليس من منازل القمر التي ذكرها الله {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} حيث لا يقع في نطاق البروج ولكن جنوباً عنها. ويُرى قريباً من الأفق الجنوبي حيث يشرق من الجهة الجنوبية الشرقية، وبالتحديد ـ ووفقاً لأفق الرياض ـ (150درجة) ويغرب من الجنوب الغربي (209 درجة)، ويستغرق حوالي 3 ساعات و 38 دقيقة ليعبر خط منتصف النهار (الزوال)، ويستغرق مثلها لغروبه، وبذلك يكون مجموع فترة ظهوره فوق الأفق 7 ساعات و ربع الساعة.

الله يعافيك يامحمد على المعلومات الجميلة
كل الشكر

اخواني

منصور البدراني

جمال البدراني







اسعدني مروركما