اعذروني سوف أبدأ مباشرة:

قبل ليلتين كنت في حفل زواج لأحد الاقارب في المدينة المنورة , وانتهى شاء الرجال عند الساعة الثانية عشرة صباحاً تقريباً.
وكان حفل النساء ينتهي عند الساعة الثانية صباحاً _ حسب قرار أمير المدينة الأخير جزاه الله خيراً_ أي أنه لم يتبقى من الوقت بيننا وبينهن سواء ساعتين.

إلا أن الرجال وفور انتهاء العشاء غادروا القاعة وكلٌُ على أمل أن يعود الساعة الثانية
لاصطحاب اهله, ومنهم من أوكل هذه المهمة لأحد ابنائه أو أحد محارم أهله.

وكأنه أجبر على الحضور إجباراً ويريد الخلاص بأسرع وقت ممكن.

المهم انني خرجت من القاعة مثلي مثل غيري, وذلك لأنني أدركت أن بقائي في القاعة إما يعني بقائي وحيداً , أو أن أحرج أحد أصحاب الحفل بالجلوس معي.

وتوجهت بالسيارة وليس في نيتي مكان معين اتوجه إليه, ولكن من باب المصادفة كانت هناك قاعة لاتبعد عن القاعة التي كنا فيها سوى 3كيلو تقريباً كحد أقصى, ولفت نظري لها تواجد عدد كبير من السيارات, والعاب نارية تنطلق من القاعة وأصوات مرتفعة من القاعة.

وبيني وبينكم توقعت ان الدعوة محاورة فتوقفت من باب الفضول وتضييع الوقت لأشاهد هذه التي اعتقدت أنها محاورة.

واسمحوا لي بأن أصف لكم ماشاهدته على مدار ساعتين إلا دقائق معدودة:

كان الصوت المرتفع الصادر من القاعة هو صوت لعبة المزمار المشهورة لدى سكان المدينة المنورة.
حيث كانوا يرددون بعض الأهازيج المدينية, وكان أغلب المتواجدين _ إن لم تخطي فراستي_
هم من أقارب العريس, وكان الجميع في فرح وسرور لا يوصف ,
الكل يضحك
الكل مبتسم
الكبير والصغير
بل رأيت أن بعض الشباب قد توجهوا بعصي المزمار إلى جلسة يتواجد فيها بعض كبار السن,
وأجبروهم على أحذ العصي واللعب بها في ساحة المزمار,
فما كان من كبار مع الالحاح إلا الاستجابة, واخذاوا يلوحون بالعصي وهم يضحكون والشباب من حولهم يصفقون ويرددون بعض الاهازيج في مشهد يصعب وصفه
في هذه الاثناء عادت بي الذكرة قليلا إلى الوراء, ليس كثيراً بل إلى ساعات معدودة:
حيث عادت إلى حفل اقاربي الذي غادرته.
لم يكن هناك ما يوحي إلى وجود فرح سوى القاعة ومشلح العريس وبعض عبارات التهنئية الدارجة , أما باقي الحفل فكان عبارة عن مجموعات شللية لايتجاوز عدد المجموعة الواحدة ثلاثة اشخاص, وتدور بينهم أحاديث خاصة؟؟!! , وأنا على ثقة تامة أنها احاديث لاضاعة الوقت
ختى يحين وقت العشاء وتادية الواجب والانصراف, لأن أغلب هذه المجموعات متواجدة مع بعضها البعض وباستمرار قبل الحفل وبعده.

أخوتي وابناء عمومتي:
لست هنا لكي ابيح بعض المحرمات_ وإن كنت لا أعلم حكم لعبة المزمار_
ولكن واقع افراحنا مؤلم, ولن أذهب بعيداً إن أكدت على أن الفرق بين الفرح والعزاء عندنا هو
العبارات المتداولة فقط وبعض!! ملامح الوجه.

هذه مجرد خاطرة قد أكون مخطيء فيها وقد أكون مصيب, ولكنها قبيلتي ويهمني أمرها

الأخ العزيز أبو مي

شكرا على هذه الخاطرة الجيدة التي تطرقت فيها لعدة

نقاط فإما قفل قصور ألا فراح في تمام الساعة الثانية صباحا نشكر لأمير

المدينة هذه البادرة الطيبة وجزاه الله خير الجزاء . لآن تأخر الأفراح إلى

الساعة الرابعة له عدة مساوي لايمكن حصرها في هذا الرد منها ضياع

صلاة الفجر , ثم ضياع الدوام لمن لديه عمل , وضياع الأسرة, المرأة

في صالة النساء والتي بها المطربات والطقاقات إلى الفجر وزوجها

أو محرمها ينتظرها في صالة الرجال أو يتجول حتى يقضي على

الوقت, والأطفال مع الخادمة في المنزل . ماهذا الضياع والتشتيت

للأسرة ؟ والذي سببه التقليد الأعمى والمباهاة والمفاخرة .

إما النقطة الثانية وهي إظهار الفرحة والسرور والبهجة في الزواج

هذا ما نأمل إن يكون في الأفراح ولكن في غير المحرمات التي

التي يامرتا ديننا بالابتعاد عنها فمثلا يحيى الحفل بالتراث الشعبي

والقصائد الهادفة والمحاورات واللعاب الشعبية التي أرى أنها اندثرت

في الآونة الأخيرة .ولإقامة هذه الألعاب وقت كافي من بعد صلاة العشاء

إلى الساعة الثانية صباحا وبالمناسبة فأنني انصح بعدم الإسراف في هذه

الحفلات. لأنني متأكد إن معظم ما يقدم في الميز للنساء بالذات لا يؤكل إنما

يرمى في الزبالة والعياذ بالله .