الموضوع: سليمان بن شريم
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2009, 11:34 AM   #1
معلومات العضو
افتراضي سليمان بن شريم

بسم الله الرحمن الرحيم



هو سليمان بن ناصر بن شريم شاعر علم من مشاهير الشعراء الذين ذاع صيتهم في جزيرة العرب . . . شاعر كبير ردد الناس أشعاره وتغنوا بها.
أصله من قبيلة (( بني زيد )) ولد سنة ((1305هـ)) في قرية ((السر)) إحدى قرى القصيم برز أول شبابه كشاعر حربي أجاد نظم القصائد الحربية نظراً للظروف التي كانت تسود جزيرة العرب وفي ذلك الحين فقد كانت الحالة الأمنية عير مستقرة . . . حروب ومعارك وغزوات بين القبائل من جهة وبين المدن من جهة أخرى . . . وهنا يأتي دور الشعراء الذين يبثون الحماس في نفوس المحاربين ويخلدون مواقف البطولة والانتصارات بشعرهم وكانت حياة شاعرنا سليمان بن شريم الأولى تسير على هذا المنهج يساند جماعته ويناصرهم شاعراً ومحارباً.
ثم انتقل سليمان بن ناصر بن شريم إلى الكويت فقد كان له أقرباء يعيشون فيها فعمل بالكويت واستقر فيها . . . وبالكويت برز كشاعر كبير مجيد في كل معنى يعالجه بشعره فردد الناس أشعاره وأصبح ذكره في كل مكان وكانت ((القلطات)) جمع قلطه في أوج عظمتها بالكويت بذلك الوقت فتحول إلى النظم المرتجل وبرز بالقلطة كشاعر فحل يحسب حسابه كل شاعر يريد أن يبارزه وشكّل هو وشاعر الكويت الكبير صقر النصافي ثنائياً يكمل أحدهما الآخر ولا يطيب لجمهور القلطة الغفير إلاّ بوجود الشاعرين سليمان بن شريم وصقر النصافي.
وبعد بروزه بالكويت ومعرفة الناس له كشاعر كبير يحرصون على متابعته . . . أخذه الحنين إلى بلده فعاد لها واستقر بمدينة ((بريدة)) بالقصيم وفيها توفي سنة (1363هـ) وعمره رحمه الله 58 سنه . . . ولو قدر الله له أن يعيش أطول لكان شأنه أعظم رغم أن المكانة التي وصل إليها لا يستهان بها أبداً إلاّ أن وفاته أوقفت مدّه الشعري الذي بدأ يجتاح جزيرة العرب كلها فهو الشاعر الذي ربط الشعر النبطي القديم بالحديث ووصل بين مرحلتين هامتين في مسيرة الشعر النبطي عير العصور ولكنه ببراعته وتمكنه استطاع المحافظة على مستوى الشعر النبطي الرفيع وجذب الناس إليه في تلك المرحلة وأعاد الاهتمام إليه من جديد.
ولم تكن قصائد (( ابن شريم )) بالمستوى العادي أبداً بل كانت كلها تشكل عبقرية شاعر أحس بأهمية الكلمة وآمن بدورها فعرف كيف يوصلها إلى قلوب الناس فيحبونها ويتفاعلون ويتعاطفون معها وإذا استعرضنا أبيات من وصية سليمان بن شريم لولده هذه القصيدة المشهورة . . . نتعرف إلى أي حد وصل ابن شريم بمستواه كشاعر يعرف كيف يتعامل مع الكلمة كقوله:



أما أنت لو تمشي على الجل صعلـوك
أطيب من اللي تلتجـي له ويجفـاك


خدمتك شيـخٍ كنـك العبـد مبـروك
يامـرك فيـها يشتـهي ثـم ينـهاك


وترى الملوك اليا صفـولك وحبـوك
أصغـر خدمهـم ينتقـم لك وينفـاك


واليا جفوك أهل الوظيفـة وعافـوك
خفـت موازينـك وكلـن تهقـواك


كنك سراجٍ بأوسط الحـوش شبـوك
واليا أنقضا اللازم حد الربـع طفـاك


وإلاّ كما ليمونـة الحمـض مصـوك
واليا فرغ منها الطعـم طوحـوا ذاك





لم يقتصر شعر سليمان بن شريم على نظمه الشعر للنصح والقلطات والمدح والحربيات فقط بل كان أيضاً شاعر غزل عفيف وجداني وشعره غاية في الرقة كقوله من قصيده تعتبر من روائع الغزل النبطي:


هبـي بريحـه يا هبـوب الشمالـي
كود الجنوب ومطلع الشمس ينصـاه


يـامـا ويـامـا فرقتنـا الليـالـي
نجـعٍ مقيـم وفـرّق البعـد لامـاه


خـان الزمـان بعشرتـه والتوالـي
وعزي لمن يصفـق شمالـه بيمنـاه


عظيت بسـرة شاهـدي من هبالـي
وونيـت ونـه من نقـل داه بـرداه


فـإن كان له بمواجهـي مثل مالـي
والعلـم مـا بينـي وبينـه مناجـاه


وإلاّ ترانـي عنـه طـاوي حبالـي
يلقـا وأنا القـا واحـدن كنـه إيـاه


ماني بمـن يتبـع خفيـف الخيالـي
اليا تحـدر بارقـه عفـت مرعـاه

***********************************************

منقول







التوقيع

سفير الحميدات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس