تعد العين من أهم الحواس الخمس التي أنعم الله بها على الإنسان، وبها يرى الإنسان العالم من حوله ومنها نتعرف ما يمور في ذات صاحبها من فرح وحبور وحزن وألم، وسنحاول من خلال هذا الطرح أن نسلط الضوء على بعض الأبيات الشعرية التي تصف العين وحسنها وجمالها، فوردت العين في (الصحاح في اللغة) العين: حاسة الرؤية، وهي مؤنثة، والجمع أعين وعيون وأعيان.
وتصغيرها عُيينة، أما في (القاموس المحيط) العين: الباصرة، مؤنثة وجمعها: أعيان وأعين وعيون، ويُكسر.
فالعين له نظرات خاصة يتعرف عليها ثاقب الرؤية ودقيق الحدس عن تعابيرها وما يكمن في ذات صاحبها قال ابن الأعرابي:
العين تبدي الذي في نفس صاحبها
من الشناءة أو ود إذا كانا
إن البغيض له عين يصد بها
لا يستطيع لما في الصدور كتمانا
العين تنطق والأفواه ساكنة
حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
ويقال إن للعين لغة خاصة يستطيع المرء الفطين أن يفك رموزها ويحلل شفراتها ومثلاً على ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
أشارت بطرف العين خيفة أهلها
إشارة محزون ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال
مرحباً وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
ومن أوصاف العين: الاتساع والبريق والصفاء:
ومن ألوانها: الدعجاء، الكحلاء، الحوراء، الشهلاء، الزرقاء، الخضراء.
فالدّعج والدعجة السواد، وقد عرّف الثعالبي في فقه اللغة العين الدعجاء بأنها شديدة السواد مع سعة قال بشار بن برد:
ودعجاء المحاجر من معد كأن حديثها ثمر الجنان
قامت لمشيتها تثنت كأن عظامها من خيزران
كذلك من ألوانها العين الكحلاء:
قال جميل بثينة:
لها مقلة كحلاء، نجلاء، خلقة
كأن أباها الظبي، أو أمّها مَها
أما العين الحوراء:
ذكر الثعالبي في فقه اللغة أن الحور اتساع السواد في العين كما في عين الظباء:
قال جرير:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
العين الشهلاء:
أورد لان العرب: الشُهلة في العين أن يشوب سوادها زرقة، أنشد الفراء بطريق الذم الذي يراد به المدح:
ولا عيب فيها غير شُهلة عينها
عتاق الطير شهل عيونها
العين الزرقاء:
قال عمر بن أبي ربيعة:
سحرتني الزرقاء من مارون
إنما السحر عند زرق العيون
يقول الأمير محمد السديري - رحمه الله - واصفاً العين ومدى تأثيرها وسحرها لروح من يراها:
منهن بليت بجادل توجع أوجاع
يسود تعالي شان رب صنعها
سود نظرهن يودع القلب ينلاع
ومما عمل هاروت سحر نشعها
ويقول الشاعر عبد الله بن سبيل رحمه الله:
والعين عين اللي تنهض ولا طار
في ماكر عسر على كل جاني
ويصف الشاعر سليمان الطويل - رحمه الله -:
يا علي لي خل دلوله عجيبة
مير الليالي يا اخو سارة غدت به
العين عين اللي برأس الشذيبة
في ماكر عسر لها طيرت به
والعنق عنق اللي ترب الجذيبة
اقفى يخز غزيله تلتفت به
أما الشاعر بندر بن سرور - رحمه الله - يقول عنها:
والعين عين اللي يويق الهضابي
حر على كل الحرار متعلي
والخد بارق مستهل السحابي
وكلامه أحلى من حليب المتلى
أما الشاعر سليمان الشريم - رحمه الله - يصف العين بالسهام القاتلة في نظراتها يقول:
أبو قرون تغذى بالشمطري
مثل السفايف على كور المجيبه
أبو عيون والى دلت تخزري
ترمي بالاسباب ويل اللي تصيبه
فنجد أن الإنسان يعود بالخطاب لعينه ليعبر لها عن الضيقة التي انتابته مثل ما حصل للشاعرة نورة الحوشان تخاطب عينها فتقول:
يالعين هلي صافي الدمع هليه
وليّا قضى يا عين هاتي سريبه
يالعين شوفي زرع خلك وراعيه
هذي معاويده وهذي قليبه
هذا بعض ماقيل في العين
وهناك لغة أخرى تعرف أو تسمى بلغة العيون
ولكن صعبة شوي ماكل واحد يفهما !!!!
تقبلوا تحياااتي وتقديري ،،،