مع انتشار وسائل التقدم والاتصال والتكنولوجيا واندماج الحضارات مع بعضها البعض حتى كادت العادات والتقاليد أن تصبح في طي النسيان في أكثر المجتمعات المحافظة بحجة التحضر والتمدن والرقي !!!
وهذا بسبب الفهم الخاطئ لمعنى الرقي وهو الارتقاء والتقدم الذي يبدأ من الفكر والثقافة وتأثيره في سلوكيات الفرد والمجتمع إلى الأفضل .
وليس الاختلاط الذي يدعو إلى الانحلال في القيم والمبادئ والأخلاق ، والذي نشاهده الآن بدأ في التوسع والانتشار .
كما يدعي البعض أن ذلك من الحرية والتمدن وهو الاختلاط والسفور الذي ليس من الدين في شيء بل هو أساس التخلف والانحطاط وباب للفساد وانتشار الرذيلة . وما تعانيه المجتمعات الغربية والأوربية من انتشار المحرمات والجرائم لهو أكبر دليل على ذلك ، وفي الوقت الذي بدأت تلك المجتمعات تعيد بعض من حساباتها في الاختلاط وما أدراك ماالإختلاط
حيث أنهم عانوا من ويلاته ومساؤه . نجد للأسف أن هناك من المتخلفين فكرياً وسلوكياً وأخلاقياً يدعون إلى ذلك !!
ولماذا نحن دائماً نبدأ بالتجارب التي انتهت بالفشل ؟
ناهيك عن أن ديننا الإسلامي الذي هو منهجنا الرباني قد بين لنا الحلال والحرام .
فالحضارة والتقدم ليست بانتهاك المحارم ، وتغييب العقل ، إنما تكون لما هو نافع ومفيد ويخدم ويبني المجتمع .
نريد أن ترجع أيام الحضارة الإسلامية عندما كنا متفوقين ومتقدمين على الغرب في جميع العلوم بالطب والفلك والهندسة
حتى أن كتب ابن سينا والخوارزمي وابن النفيس تعد إلى الآن مرجعاً أساسياً ومهماً عند الغرب ، فقد استفادوا منها وطوروها وتقدموا علينا في ذلك ، ونحن نعيش على ذكرياتهم ونبكي على الأطلال .
وكما قال الشاعر :
الغرب يصنع طائرات وصواريخ ...والشرق الأوسط ضاع نفطه بلاشي
حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ .. وحــــنا بماضينا نعيد النقــــــــاشي
أصبح التطور للأسف عندنا يتمثل في مزايين أم رقيبة ، والمسابقات الشعرية المتخلفة التي تدعوا إلى العصبية القبلية والتي تعتمد جميعها على النصب والاحتيال ، وتغيير لون مراييل طالبات المدرسة من اللون البني إلى اللون الزهري ، وسخافات الكيك ، والكدش وطيحني ، نعم هذا التطور الحاصل لدينا تطور سلبي وإلى أسفل .
ولأننا فهمنا التطور خطأ فحتما وأكيد سوف تكون النتيجة خاطئة .
بقلم / عبد الله مناور البدراني