الموضوع: التعصب القبلي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2007, 06:56 PM   #2
معلومات العضو
ابن سعران
كاتب مميز

الصورة الرمزية ابن سعران
إحصائية العضو






آخر مواضيعي
افتراضي

رموز القبائل الجديدة

وأضاف: ولعل من أبرز التأثيرات لمثل تلك الدعوات العصبية القبيلة، أن أصبحت القبيلة والانتماء لها، ونصرة أبنائها الشغل الشاغل حتى لصغار أبنائنا في المدارس المتوسطة والثانوية، فالملاحظ أنه حتى صغار الطلاب من أبناء القبائل يعمدون إلى كتابة رمز القبيلة على مناضد الدراسة، وعلى أغلفة كتبهم، في حين يعمد بعض طلاب الثانوية، وحتى الجامعة إلى كتابته على سياراتهم، لدرجة أن تلك الرموز وأسماء القبائل أصبحت تباع لدى محلات زينة السيارات، ومن خلال تتبعي للرموز القبلية التي انتشرت مؤخراً (انتشار النار في الهشيم) وجدت أنها أصبحت عرفاً واضحاً لدى الكثير، حيث تم استحداث أرقام خاصة بكل قبيلة فمن بين تلك الرموز التي يتداولها أبناؤنا الرموز التالية:

عتيبة (511)، سبيع (911)، العجمان (711)، العنوز (501)، شمر (555)، الحروب (111)، قحطان (505)، الدواسر (502)، تميم (811)، أهل الجنوب (07)، الرشايدة (285).

وقال: من خلال تتبعي لتلك الرموز وكيفية نشأتها والتفسيرات الخاصة بها، وجدت أنها تعني في مجملها ذات دلالة افتخارية بقوة القبيلة، فإذا ما اخذنا الرمزين (511)، و(505) باعتبارهما يمثلان رمزي قبيلتي عتيبة، وقحطان كبرى القبائل السعودية، نجد الرقم (511) على سبيل المثال لا الحصر يعزوه البعض إلى مكينة الجمس (511) التي يذكرون بأنه أقوى مكائن السيارات، في حين يرجعها آخر إلى وسم الأبل الخاص بالقبيلة فيذكر أن (511) يعني حلقة ومطرقتين حلقة التي هي "5" والمطرقتين "11"، في حين ذهب آخرون إلى ابعد من ذلك، حيث يرون أن (511) هي رقم الصفحة التي تبدأ بها سورة الفتح في القرآن الكريم، ويعد هذا التفسير من أكثر التفاسير خطورة فيما لو كان ذلك حقيقة لما يهدف إليه الرقم، فالمتأمل في معاني سورة الفتح يخرج بلا شك بتفسير في غاية الخطورة!، في حين يعزوها رابع إلى رقم أحد المرشحين في الانتخابات في إحدى الدول الخليجية ممن ينتمي لهذه القبيلة، ومن ثم تم تعميم الرقم وتبعتها القبائل الأخرى.

أما الرمز الآخر الذي يمثل قبيلة قحطان وهو "505" فيفسره بعض أبناء قحطان بأنه يعنى "أص ولا همسه"، حيث ينطق "خمس ميه وخمسه اص ولا همسه"، ويعني لا كلمة للآخرين في وجود قحطان، في حين يعزو آخرون هذه الرموز إلى احداثيات اللاسلكي ومحطاته المختلفة، فلكل قبيلة قناة خاصة بها، وتلك الأرقام هي ترددات تلك القنوات.

وأضاف: وتتضح الخطورة الاجتماعية والأمنية لتلك الرموز القبلية التي ظهرت بادئ ذي بدء بشكل واضح في مهرجان مزاين الإبل، وان كان يرى آخرون انها ظهرت بداية في المنطقة الشرقية، ثم انتشرت في باقي المناطق، ففي التفسيرات العملية التي أوردها بعض الشباب، حيث يذكرون العديد من التبريرات الايجابية لتلك الرموز، وسوف أورد أقوالهم كما ذكرت في بعض المنتديات الخاصة بقبائلهم "تدخل لغوي أو إملائي سوى اخفاء اسم القبيلة" فيقول أحدهم: "صحيح الفكرة للشباب الصغار وكانت تبدو بدون هدف أو معنى.. لكن مع مرور الزمن واشتهار هذه الأرقام أصبحت كما يبدو لي للسيارات مثل الوسم للإبل.. حيث يتعرف هؤلاء الشباب على ركاب السيارة التي تحمل هذا الرقم ويساعدون بعضهم عند حدوث بعض المشاكل فيما بين بعض الشباب من هذه القبيلة أو تلك حتى بدون سابق معرفة فيما بينهم وقد حصل مثل هذا الموقف أمامي بالصدفة".

ويقول آخر: "أخوي هذا شعارات تفيد لأن فيه ناسا ينشب بينهم خلاف ولا سمح الله أحد يقتل الثاني وهم ما يدرون انهم من نفس القبيلة وهذا شيء غير مرغوب فيه وشكراً".

في حين يقول ثالث: "والله يا خلان الأشده قمة القهر انك تشوف رجال ينضرب قدامك، وبعدما ينفرش على القاع تدري انه (ذكر اسم القبيلة) وياكثرها صارت لنا والحين الحمدلله من بعد هالشعارات عرفنا (ذكر اسم القبيلة) وصار (.......) لا تهاد ما يروح حقه".

وقال الدكتور العسيري معلقاً: مثل هذا التوجه للتعصب القبلي لدى أبنائنا هو بلا شك بذرة لفتنة كبيرة، لا يعرف مداها إلا الله، فنسيج الوحدة الذي تم حياكته على مدى مائة عام، مهدد بالتمزق والتشقق، ما لم يتم وأد الفتنة في مهدها، فإذا كان أبناؤنا الذين تربوا في مدن حضرية، ولا يعرفون من القبلية إلا اسمها، أصبحوا يفكرون بهذه العقلية العصبية القبلية فإن من هم أكبر منهم سناً ربما بلا شك أكثر ميلاً إلى اذكائها ونصرتها.








ابن سعران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس