الموضوع: التعصب القبلي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2007, 06:59 PM   #4
معلومات العضو
ابن سعران
كاتب مميز

الصورة الرمزية ابن سعران
إحصائية العضو






آخر مواضيعي
افتراضي

إن كثيرا من الممارسات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع الآن قد تجاوزت هذا السؤال رغم أهميته، وأصبح الحديث اليوم عن مظاهر جديدة تعمق جذور هذا التعصب دون محاولة لتقليم هذه الجذور التي خرجت عن دائرة المألوف ومن هذه المظاهر مهرجانات مزايين ابل القبائل، ومنبر "الشعر القبلي" الذي تروج له اليوم بعض القنوات الفضائية مثل "برنامج شاعر المليون"، كذلك رسائل الجوال التي تنقل بالصوت والصورة كثيرا من المواقف والقصص المرئية لحالة من "الهيجان القبلي" ضد الآخرين.. ومحاولة تقزيمهم وتكميم أفواههم..

لقد راهن كثير من المتابعين للمجتمع السعودي قبل عدة عقود ان مظاهر التعصب القبلي ستختفي مع تقدم المجتمع مادياً وفكرياً، ولكن الحقيقة اليوم انه مع تزايد فرص التعليم على جميع المستويات تزايدت هذه الظاهرة بشكل كبير، لاسيما لدى فئة الشباب الذي كان الجميع يتوقع أن تذوب لديهم كل العنصريات القبلية، ولكن ما نشاهده اليوم هو عكس ذلك تماماً.. "الرياض" تتناول في ثلاث حلقات متتالية "التعصب القبلي في المجتمع السعودي وآثاره السلبية على وحدتنا الوطنية" من خلال الالتقاء ببعض المختصين والمهتمين بهذه الظاهرة المتنامية، بهدف توعية افراد المجتمع من مخاطرها الاجتماعية والأمنية والسياسية على وحدتنا الوطنية التي تحققت بكفاح الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ورجاله الأوفياء، مع التأكيد على ان اثارة هذا الموضوع لا يلغي احدا ولا يقلل من شأن أحد من ابناء القبائل المخلصين لدينهم ووطنهم وقيادتهم ، حيث نقدم في الحلقة الأولى وصفاً لظاهرة التعصب القبلي في المجتمع السعودي وأبرز مظاهرها وأسبابها وآثارها السلبية على المجتمع.. فيما نستكمل في الحلقة الثانية هذه المظاهر القبلية، فيما نتحدث في الحلقة الثالثة عن مزاين ابل القبائل والمواقف المتباينة منها مع تقديم التوصيات الخاصة للحد من آثار التعصب القبلي في المجتمع.







الآثار السلبية للتفاخر القبلي

في بداية الحلقة الثانية من موضوع "التعصب القبلي في المجتمع السعودي" يستكمل الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العسيري حديثه عن الآثار السلبية للتعصب القبلي، فقال: إن مهرجانات مزاين الابل وما تبعها من ظواهر مصاحبة قد تهدد وحدتنا الوطنية التي نعتز بها وقد تمزق جسد الأمة وتشقق ثيابها، والقبلية والعنصرية لا تبشر بالخير على كافة الأصعدة، وفيما يلي الآثار السلبية المحتملة للعصبية القبلية، وهي:

1- على الصعيد الاجتماعي سوف تؤدي مثل تلك المهرجانات إلى التقوقع على الذات واكتفاء ابناء كل قبيلة بأبناء جلدتهم، والنظر إلى الآخرين من القبائل الأخرى نظرة دونية، مما يجعل الصداقات بين الشباب وطلاب المدارس تتخذ بعداً إقليمياً أو عرقياً.

2- اما على الصعيد السياسي فالأمر أكثر خطورة، حيث تركز تلك المهرجانات الولاء لمشايخ القبائل، مما يضعف ولاءهم للوطن والدولة، ويصبح الانتماء للقبيلة والعشيرة ومشايخها أقوى من الانتماء للوطن الأكبر، فظهور وابراز الزعامات القبلية أمر في غاية الخطورة، حيث ان معظم تلك المهرجانات تكون برعاية بعض وجهاء القبيلة ومشايخها وهذا الأمر في غاية الخطورة السياسية والأمنية.

3- وعلى الصعيد الأمني ستظهر آثار ذلك فيما يلي:

أ- مناصرة أبناء القبيلة لبعضهم والتستر عليهم أمنياً في الكثير من القضايا الأمنية أمر في غاية الخطورة إذا ما تم اهماله وأخذه في الحسبان عند النظر إلى هذه المشكلة التي لا زالت في بدايتها والتي يجب وأدها في المهد قبل أن تشب عن الطوق.

ب - احتمالية الانفلات الأمني وظهور الكثير من حوادث الاعتداء على المال والبدن من قتل أو ضرب، كما حدث في الشهر الماضي من قتل أربعة من الشباب من احدى القبائل لشاب من قبيلة أخرى بسبب قصيدة شعرية تعرض فيها لقبيلتهم.. ومثل تلك الحادثة سوف تتكرر مرات ومرات ما لم يتم احتواء الأمر ووأد الفتنة في مهدها.

4- أما على الصعيد الاقتصادي فإن مثل تلك المهرجانات ليست إلا هدراً للمال والاقتصاد العام، حيث تصرف ملايين الريالات في تلك الاحتفالات، فتذبح مئات الرؤوس من الغنم، وتقام الولائم الضخمة التي لا يستفاد منها ولا تصل بواقيها إلى الفقراء أو الجمعيات الخيرية، وإنما في الغالب يوضع في حفرة كبيرة وتردم، وهذا في حد ذاته اهدار للنعمة في حين ان هناك آلاف الفقراء من أبناء القبيلة ذاتها لا يجدون قوت يومهم، ناهيك ان عدداً ممن يتبرعون هم من "المفلسين" يستدينون أموال التبرع لمهرجان القبيلة مما يجعل ذلك هدراً للمال العام والخاص.

كما ان المبالغ المالية الضخمة التي تصل إلى عشرات الملايين لأثمان الإبل التي لا تتجاوز قيمها الحقيقية بضع مئات، أو لا تساوي أي شيء كما هو الحال في استراليا التي تدفع الأموال لإبادة قطعان الإبل التي أصبحت تهدد اقتصادها وأمنها الزراعي، ربما يمكن استغلالها لتكون قنوات لغسيل الأموال.

تعصب القوى المتنفذة

كما تحدث الاستاذ الدكتورسليمان بن عبدالله العقيل عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود واستاذ علم الاجتماع المتخصص في التغير الاجتماعي فقال لقد اثبتت الدراسات العلمية والتجارب الميدانية ان تواؤم أفراد أي مجتمع مع المستجدات والتطورات التي تلحق بهم هو امر صعب، ولذلك نجد هؤلاء الافراد يتفاوتون في مقاومة هذا التغير، ومن ذلك الهجوم عليه بعنف من خلال طرح خطابات دينية متطرفة، او من خلال الانسحاب الى الماضي وتصوره بأنه نموذج يحتذى به وحتى يكون هذا النموذج كذلك يستخدم معه وسائل دعائية لاقناع الافراد بأن التمسك بالماضي هو الانسب لهذه المرحلة ثم تستمر المرحلة الدعائية حتى تصل الى مرحلة التعصب ليكون الانسان معها داخل فكرة مقفلة غير قابلة للتطور والنقاش، وحينها يبقى الانسان اسيراً ثم مدافعاً عنها بقوة لأنه باختصار (هو هي وهي هو) ثم ان اي تهديد لهذه الفكرة في تقديره تعني الغاءه سواء كان ذلك فرداً او جماعة او مجتمع.





وأضاف من هنا نستطيع قراءة المستجدات الحديثة في مجتمعنا المرتبطة بفكرة التعصب سواء للقبيلة او المنطقة او لبعض المظاهر الاجتماعية الاخرى بانها متفاوتة بين جماعة واخرى وافراد وآخرين، فالبعض من افراد مجتمعنا يرى في فكرة القبلية والتمسك بها والاستمرار في طرحها وتقديمها في كل مناسبة او موقف بأنها تدعم مصالح بعض القوى المتنفذة في المجتمع وهي عبارة عن وقود وغذاء لاستمرار قوتهم وتواجدهم فيما يرى آخرون ان مظاهر التفاخر بالقبيلة لايعدو ان يكون نوعاً من الزهو بالذات وحباً للتراث والانتماء اليه وبالتالي هي نوع من الترفيه عن النفس وربط الناس بماضيهم حتى لايذوبوا في مدخلات ثقافية تفقدهم قيمهم وعاداتهم التي ورثوها من آبائهم واجدادهم مشيراً الى ان هذا الطرح هو طرح متوازن وعقلاني بشرط ألا تظهر فيه المغالاة وألا يدعم دعماً ظاهراً يوحي بأنه مطلوب!

وأشار الى ان هناك وجهة نظر ثالثة ترى ان المجتمع السعودي دخل مرحلة التنمية المتوازنة في جميع المناطق واصبح جزءاً من العالم يؤثر ويتأثر به وبالتالي ليس هناك مجال لا في الزمان ولا المكان لاثارة القبيلة والتفاخر بها وانما البديل هوالتعايش السلمي القائم على مبدأ الاحترام والاخوة المتبادلة بين افراد المجتمع وتعميق مبادئ التكافل والتعاضد والتعاون على الخير بين الجميع الى جانب التأكيد على ان هناك ما هو أهم من التفاخر بالقبيلة او القبلية عموماً وهو تحمل مسؤولياتنا الوطنية كمواطنين في الحفاظ على أمن ووحدة الوطن من اي مهددات داخلية وخارجية وصد اي محاولات قد تسيء الى وطننا وقيادتنا الرشيدة.

وقال: ان فكرة التعصب القبلي يجب ان تحارب في المجتمع بكافة الوسائل والاساليب فلا مكان للتعصب القبلي في مجتمع يسعى الى التطور والرقي والامن والاستقرار والتنمية والتحديث.. ولا مكان للتعصب القبلي في مجتمع هو في نظر العالم اليوم انه مجتمع انساني وحضاري ومجتمع يقوم على اسس الإسلام والدعوة اليه.

واضاف: من هنا فالقبلية ليست سوى انتماء وهوية فرعية محدودة ضمن مجموعة من الهويات الثقافية الفرعية في المجتمع وهذه هي حال كل المجتمعات الانسانية حيث ان كل مجتمع يحوي رصيداً كبيراً من الثقافات الفرعية مشيراً الى انه كلما تعددت الثقافات الفرعية في المجتمع كان ذلك اظهر للتمايز والقوة والقدرة على التعبير.

المخزون القبلي اكثر رسوخاً من المجتمع والوطن

كما تحدث الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود استاذ الاعلام المشارك ونائب رئيس جمعية الاعلام والاتصال، عن البعدين الثقافي والاعلامي لموضوع "القبلية" فقال يشير استقراء التجارب الانسانية على مر التاريخ للعيش بأمن وسلام الى سعي المجتمعات البشرية للتكتلات الكبرى تحت أي عامل من عوامل الوحدة والقوة والمنعة.

واضاف ان الملاحظ ان اواصر القربى كانت من اوائل العوامل التي اتحد حولها البشر ومن هنا يمكن القول ان القبيلة هي الاطار العام الذي كان يجمع الناس حول بعضهم البعض في مقابل قبائل اخرى تجتمع هي ايضاً وفق اواصر الرحم والقربى وهكذا ولكن مع تطور المجتمعات الانسانية بدأت عوامل ومتغيرات جديدة تظهر على الساحة الاجتماعية والثقافية وتؤثر تأثيراً حاسماً في طبيعة العلاقة بين الناس والمهم في الامر ان ثمة قاسم مشترك بين الحالين وهو "المصلحة" فالقبيلة حين كانت محور التجمع البشري كانت تحمي مصالحها بكل الوسائل اما الآن فالناس يجتمعون في تكتلات اخرى وتجمعهم المصلحة ايضاً.

وأشار الى انه يمكن النظر الى "الدولة" او "الوطن" او "المجتمع" باعتبارها تعبر عن وحدة التجمع البشري المعاصر القائم على المصلحة المشتركة بين من يشتركون في "الوطن" بجغرافيته، وثقافته، وحدوده السياسية، وسماته وخصائصه الدينية، او اللغوية، او نحو ذلك ومن البدهي انه ما دام الناس قد اجتمعوا على مصلحة "وطنية" فأنهم لن يرضوا بما يهدد مصالحهم تلك، ومما يهدد المصالح الجديدة للناس العودة لأنماط العيش القديمة ومنها سيادة أو هيمنة "القبلية" في زمن لم تعد فيه "القبيلة" تحقق المصالح المشتركة على مستوى "الدولة" أو "الوطن" أو "المجتمع الحديث".

ومن هنا أصبح من الأمور البدهية أن يقف المجتمع بمؤسساته وأفراده لحماية كيانه من أي من المهددات لتلك "الوحدة الوطنية" أو "المشترك الوطني".

وقال: إذاً، كل الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تهدد وحدة المجتمع تعد أموراً محظورة، وتخيف المجموع الوطني وتهدد مصالحه فإن إثارة النعرات القبلية، في المجتمع الحديث تعد سلوكاً غير مقبول.

وأضاف ولكن ثمة مشكل هنا، وهو المقصود "بالنعرات القبلية" وب "ميثراتها"، وأعتقد أن المجتمعات العربية المعاصرة بشكل خاص (وهي ذات انتماءات قبلية مهمة) ليس لديها رؤية واضحة لما تعنيه إثارة النعرات القبلية من جانب، ولا المقصود بالنعرات القبلية من جانب آخر، إذ يجب التفريق بين الانتماء القبلي في إطار المجموع الوطني المعاصر وبين أن يكون ذات الانتماء معول هدم لذات المجموع، داعياً إلى قيام مؤسساتنا الرسمية والأهلية بدور حاسم في هذا الإطار، عبر التقنين الجيد لما نريد وما يهدد إرادتنا ووحدتنا.

البعد الإعلامي لإثارة القبلية





وعن البعد الإعلامي لإثارة القبلية أكد الدكتور الحمود على أن علماء الإعلام والاتصال الانساني لا يختلفون حول حقيقة التأثير الثقافي والاجتماعي لوسائل الإعلام والاتصال على اتجاهات الناس وسلوكياتهم، على الرغم من اتفاقهم حول صعوبة قياس ذلك التأثير الناتج عن التعرض للمضامين الإعلامية والاتصالية.

وقال: من هنا، يمكن الإقرار بأن كل ما يهدد مصلحة "المجموع الوطني" يعد أمراً خطيراً ينبغي مواجهته وترشيده، وإذا كان الصالح الوطني في الحفاظ على القواسم المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، فأن قيام وإنشاء وسائل إعلام تخدش تلك القواسم، وتسعى لإضعافها في مقابل بناء أطر أخرى تستند إلى المفهوم التقليدي للمجتمع الإنساني، وتقوم على الأبعاد القبلية يعد أمراً خطيراً جداً.

وأضاف أنه سواء كانت وسائل الاتصال من الوسائل الحديثة كالفضائيات أو المواقع الالكترونية، أو كان نشاطاً تقليدياً كالمراهنات والمهرجانات ونحوها مما يقوم على أسس قبلية أو عرقية لا تجمعها المصلحة الوطنية الكلية، فإن النواتج ستكون تهديد محتمل للوحدة الوطنية.

وأشار إلى أن قراءة أشكال ومضامين عدد من وسائل الإعلام ذات النزعة القبلية تؤكد أن الإطار "المصلحي" لتلك المشروعات يقوم على ذات الإطار الذي تشكلت فيه القبلية في زمن مضى، وإذا كان العداء بين القبائل يقوم عندما يتم تهديد مصالحها الذاتية، فإن منافذ الإعلام المشابهة تقود الشيء ذاته.

وقال الدكتور الحمود إنني أعتقد أن ضعف الخبرات العربية بشكل عام في حماية ورعاية "الصالح الوطني الكلي" وراء ظهور بعض السلوكيات المهددة لذلك الصالح، ربما بحسن نية، ولكن بالتأكيد هو استناد للمخزون الأكثر ترسخاً في أعماق "العربي" وهو المخزون القبلي في مقابل "فكرة" المجتمع أو "الوطن" التي قد لا تكون بذات الرسوخ والعمق في الذات العربية.

الفزعة القبلية بين الطلاب

ومن جانب آخر شهدت بعض المدارس في التعليم العام تزايداً ملحوظاً للنعرات القبلية بين الطلاب، حيث امتدت هذه المواقف من الكتابة على طاولات الدراسة وجدران المدرسة وتبادل الألفاظ داخل الفصل لتصل إلى حد الاشتباكات بالأيدي بين بعض الطلاب خارج أسوار المدرسة، مستخدمين في ذلك بعض الآلات الحادة والعصي، لتتحول هذه الألفاظ والنعرات القبلية إلى قضايا جنائية بين عدد من الشباب المراهقين الذين لم يعوا خطورة ما أقدموا عليه، ولم ينههم أحد عن سوء هذا العمل.

وفي هذا الخصوص يقول الأستاذ محمد بن عبدالله الجضعي المرشد الطلابي بمتوسطة عمورية بحي العريجا - غرب مدينة الرياض -، ان ظاهرة إثارة النعرات القبلية بين الطلاب موجودة، ولا يمكن انكارها ولكنها تختلف من مرحلة دراسية وأخرى، ومن مدرسة لأخرى بحسب طبيعة التنشئة الاجتماعية للطلاب وسكان الحي الذي يقطنونه.

وأضاف: ان النعرات القبلية بين الطلاب تتركز غالباً في الافتخار بالقبيلة التي ينتسب إليها الطالب، والانتقاص من قيمة القبيلة أو القبائل الأخرى، وهو مما يثير حفيظة البعض، ليبدأ تبادل الألفاظ وتنتهي ب "المضاربات" خارج سور المدرسة.

وأشار إلى ان الاشتباك لا يقف بين طالب وآخر، وإنما يمتد بسبب "الفزعة" ليشمل عدداً من الطلاب الذين ينتسبون لكل قبيلة.

وقال: قبل عدة أيام حضر إليّ ولي أمر أحد الطلاب ليسأل عن ابنه ومستواه الدراسي، وأخبرته انه ابنه جيد دراسياً، ولكن مشكلته أن لديه نزعة قبلية مفرطة تجعله يقبل في كل وقت "نداء الفزعة" من أبناء عمومته وقبيلته الموجودين في المدرسة، وذلك عند الاشتباك مع أي طرف خارج المدرسة، مشيراً إلى أن والد الطالب رد عليه قائلاً: ما ذكرته صحيح، وهذا ما أعانيه من ابني، حيث حصل له حادثان بسبب "الفزعة القبلية" الأولى كسر في اليد، والأخرى في القدم، وأنا أخشى عليه من عواقب هذا النوع من الفزعات في المرات المقبلة.

وأضاف الجضعي من هنا يتضح خطورة ترسيخ المفاهيم الخاطئة حول القبيلة والقبلية في المجتمع، مؤكداً على ان لكل انسان الحق في ان يعتز بقبيلته، ولكن لا تصل إلى حد الانتقاص من الآخرين، أو التفاخر عليهم، أو الاساءة إلى أحد سواء باللفظ أو الاعتداء الجسدي، مشيراً إلى ان الدين الاسلامي نهى عن العصبية القبلية، فالرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك، وقال "دعوها فانها ممتنة".

وأشار إلى أن واجبنا في الارشاد والتوجيه داخل المدرسة ان نوعي الطلاب من خطورة العصبية القبلية، كما نستدعي أحياناً لبعض منهم ممن لديه نزعة قبلية مفرطة ونتناقش معهم، ونبين لهم خطورة ذلك عليهم شخصياً وان العصبية للقبيلة هو في الواقع يسيء إلى القبيلة التي ينتسب إليها الطلاب، كما يسيء إلى الوطن الكبير الذي نحتمي في ظله جميعاً كمواطنين نفخر بوحدتنا.. وتكاتفنا.. وتعاوننا على البر والتقوى.. وكل ما يخدم مجتمعنا في حاضره ومستقبله.

يتبع....................................... غدآ أن شاء الله








ابن سعران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس