لا تحاربوا الصحافة !!
الإثنين 23/01/2012
الصحافة باعتبارها منبرا عاما يجب على من يعتليه أن يكون مؤهلاً ومثقفاً وذكياً ذا بصر وبصيرة تبصره عن عاقبة ما يكتبه تجاه دينه ووطنه وشعبه وأمته والإنسانية جمعاء ويستحسن أن يراجع كل من يعتلي هذا المنبر الموضوع الذي سوف يطرحه جيداً لأن النار من مستصغر الشرر . لا يخلو مجتمع من المجتمعات في جميع أنحاء الدنيا من الأحداث المفرحة أو الحزينة بل حتى على نطاق المنطقة أو المدينة أو القرية أو الحارة أو الحي أو حتى داخل الأسرة توجد أحداث لأننا في النهاية بشر نخطىء ونصيب نحب ونكره تنازعنا نزوات الخير والشر فأحياناً نعمل خيرا وأحياناً نعمل شرا وهكذا حال الدنيا أو هو حال البشر إلى أن يرث الله الارض ومن عليها والله سبحانه وتعالى يقول عن الإنسان ( وهديناه النجدين إما شاكراً أو كفوراً ) وهو كذلك بين أن يعمل الخير أو الشر وكلٌ سوف يحاسب عليه . عندما ننتقد سلبيات المسؤولين او ننتقد ظواهر مجتمعية او ثقافية او كشف فساد ما اعتقد ان هناك قلة من المسؤولين من يعي ما كتب ويقبل النقد وان الاكثرية ترى ان ما كتب هو مؤامرة ضدهم يبدؤون بالشتائم او التبريرات غير العقلانية وقد يصل الامر الى مقاضاة كاتب المقال والوسيلة التي نشر فيها ..... أما فروع الادارات فإنهم غالبالا يجيبون عن أي تساؤل من الصحافة الا بعد اخذ الاذن من رئيسه المباشر لكي لا يدلي بمعلومات قد تضر بمصلحة العمل كما يدعي وكأننا نتعامل مع قضية جنائية لا يجب الادلاء فيها بمعلومات قد تؤثر على سير القضية امر يدعو للتساؤل بصراحة يجب ان يكون هناك تفاعل مع ما تطرحه الصحافة لكشف المستور و محاربة الفساد وهي ليست امراً صعباً كما يتصور البعض انها امر سهل يستلزم فقط بعض الشجاعة في مواجهة الخطأ والتعامل مع الصحفيين والكتاب ووسائل الاعلام المختلفة بشفافية طبعا لا اقصد ان يترك الكاتب او الصحفي على كيفه يكتب ما يشاء بدون رقيب ولا حسيب بل الادلة مطلوبة من الكاتب والتوثيق مطلوب من الصحافة المقروءة والمشاهدة والمسموعة ويجب إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات التي تريدها ومنح الحصانة للصحفيين للقيام بدورهم في نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها وان لا تقتصر المعلومة على عدد معين من الصحفيين وذلك من خلال علاقاتهم مع عدد من المسؤولين بل يجب ان يكون الامر لكل الصحفيين والكتاب واخيرا ( لمحاربة التجاوزات لا تحاربوا الصحافة )
عبد المطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع