الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
الأخوة لها صفات ودلائل ، وإن من صفات الأخ الصادق في أخوته ، وصفائه ونقائه ن ما يلي :
أولا : الوفاء .
وفي هذا قال الحسن البصري رحمه الله : في كان الرجل يخلف أخاه في أهله بعد موته أربعين سنة .
ثانيا : التواضع والخدمة .
يقول مجاهد : صحبت ابن عمر لأخدمه فكان هو الذي يخدمني .
ثالثا : صدق المحبة .
يقول أبو سليمان الدارني :إني لأضع اللقمة في فم أخ من إخواني فأجد طعمها في حلقي .
رابعا : البذل والعطاء .
وفي هذا يقول مساور الوراق : ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله ثم أمنعه شيئا من الدنيا .
هذا حال السلف مع الأخوة وتفقد أحوال الأخوان والخلان والأصحاب والأقارب ، ونحن اليوم ربما تذهب الأيام تلو الأيام ، بل الشهور والأعوام ولا يدري أحدنا عن حاجة أقاربه ، أو أصحابه ، حتى مع تقدم وسائل التقنية الحديثة ، بل ربما يبخل أحدنا برسالة نصية إلى أقاربه وأصحابه .
ولا يكاد يجمع الناس اليوم إلا المصالح الدنيوية ، التي تكون هي سبب اجتماعهم ، وسبب فرقتهم واختلافهم .
فإلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ، إن أحوج الناس إلى الأخوة الصادقة هم الأقارب والجيران ، وذوي قلة اليد والحيلة .